حكمت قرعة مونديال روسيا 2018 على الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، بالتواجد بمجموعة أجمعت كل التعاليق على أنها مجموعة قوية وصعبة، بالنظر إلى المنتخبات المكونة لها.
صحيح أننا كنا نتمنى أن تكون القرعة أرحم، وذلك بتفادي منتخبين أوروبيين دفعة واحدة، وكل المنتخبات حتى تلك القوية منها تنتظر في مثل هذه المواعيد الكبرى، تتفادى مواجهات نارية، خاصة في بداية المنافسات، إلا أن القرعة قالت كلمتها، ووضعت المغرب وهو العائد لأعراس المونديال بعد غياب دام عقدين من الزمن في مجموعة توصف بالقوية.
وعليه، فإن أسود الأطلس سيواجهون المنتخب الفائز باللقب العالمي خلال دورة 2014، ألا وهو إسبانيا التي شكلت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة كرة القدم العالمية بامتياز، بفضل طريقة لعبها الاستثنائي، والنجوم الكبار الذين يبهرون إلى أبعد الحدود بتقنياتهم ودرجة انسجامهم وتكاملهم.
بالإضافة إلى اسبانيا، هناك بطل أوروبا في النسخة الأخيرة، منتخب البرتغال الذي يقوده بكثير من الاقتدار النجم العالمي كريستيانو رونالدو، والقادر على تحقيق نتائج قوية حتى تلك غير المنتظرة منه، كما حدث خلال بطولة أوروبا الأخيرة، حيث كذب كل التكهنات، واستطاع حمل تاج القارة العجوز، بالرغم من تواجد منتخبات قوية كألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وغيرها.
المنتخب الثالث في المجموعة الثالثة هو إيران، القوة الآسيوية الحاضرة على الدوام ضمن صفوة القارة الصفراء، والمستقر تقنيا، يقوده مدرب مجرب وهو البرتغالي كارلوس كيروش، حقق تأهيله للمونديال بطريقة جد متفوقة في مجموعة ضمت كل من كوريا الجنوبية، أوزباكستان، قطر وسوريا.
قوة هذه المجموعات وحجم الأضواء المسلطة عليها، تجعل الفريق الوطني المغربي أمام فرصة لا يمكن أن تعوض، ألا وهي مواجهة منتخبات قوية وتحقيق حلم مواجهة الكبار في موعد لا مكان فيه للضعاف، ولا يعترف بالمتقاعسين، ولا الفاقدين للثقة بالنفس، والقدرة على المواجهة والإصرار والتحدي.
إنها كأس العالم، وتسميتها تعطي الدليل على أن صفوة القارات الخمس هي التي تمكنت من التأهيل، والمغرب كممثل للقارة الأفريقية إلى جانب المنتخبات الأربع تونس، ومصر، والسينغال، ونيجريا، يحضر هذه القمة الكروية من منطلق الواثق بقدراته، بفضل نجومه الكبار ومدربه المحنك، وإدارة مسيرة أكدت التجربة أنها في مستوى المسؤولية المنتظرة منها.
على هذا الأساس، فإن أسود الأطلس الذين أبهروا خلال كل المراحل الإقصائية، قادرون على مواصلة الطريق بنفس الدرجة من التمكن، شريطة الاحتفاظ بنفس الثقة ونفس العزيمة والإصرار على تحقيق الفوز.
ومن خلال قراءة لمعطيات المجموعة، فإن الفريق الوطني مطالب بضرورة تحقيق الفوز في أول مباراة له خلال المونديال والتي ستجمعه بمنتخب إيران، وكسب ثلاث نقط ستجعله في وضعية مريحة نسبيا، يمكن أن تمكنه من مناقشة المباراتين المتبقيتين، وخاصة ضد البرتغال الذي لا يتوفر على نفس قوة الإسبان، والخروج على الأقل بالتعادل أمامه، وهو ممكن التحقيق.
وأمام الرعاية والاستثنائية المخصصة للفريق الوطني من طرف السلطات العليا، والضمانات المحيطة بهذه المؤسسة الوطنية من طرف الجامعة المشرفة، والدعم المطلق من طرف الجمهور الرياضي، وتواجد لاعبين من مستوى عال، وطاقم تقني متمكن، لا يمكن إلا أن نتفاءل بحضور مغربي لافت خلال مونديال روسيا صيف السنة القادمة.
لنثق في إمكانيات أسود الأطلس فهم أهل للثقة…
محمد الروحلي