تردد صدى نشيد ريال مدريد، ملك أوروبا، المتوج للمرة الخامسة عشرة في تاريخه بلقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم السبت الماضي على حساب بوروسيا دورتموند الألماني في ملعب “ويمبلي” في لندن، “هيا مدريد ولا شيء غير ذلك!” في كل مكان الأحد في شوارع العاصمة الإسبانية، حيث احتفل الآلاف من المشجعين بعودة أبطالهم.
“لقد وعدتكم منذ ثلاثة أسابيع بشيء واحد: أننا سنعود إلى هنا للاحتفال، وها نحن هنا بالكأس الخامسة عشرة! (في دوري الأبطال)” هكذا توجه لاعب الوسط الألماني الأسطوري للنادي الملكي طوني كروس الذي خاض السبت مباراته الأخيرة بألوان النادي الملكي.
وكان كروس الذي قرر الاعتزال عقب كأس أمم أوروبا على أرض بلاده من منتصف الشهر الحالي إلى منتصف الشهر المقبل، يشير إلى ما أدلى به خلال احتفاله ورفاقه مع الجمهور اواخر الشهر الماضي بلقب الدوري الإسباني.
وأضاف كروس الذي صنع الهدف الأول لداني كارفاخال بركنية تابعها الأخير برأسه داخل المرمى “شكرا جزيلا على عشر سنوات لا تنسى، ليس لدي المزيد من الكلمات”.
وردت آلاف الجماهير التي تجمعت في ساحة “لا بويرتا دل سول” الشهيرة وسط المدينة مرتدية القمصان البيضاء للنادي “كيف لا نحبك، كيف لا نحبك إذا كنت تواصل التتويج بطلا لأوروبا في كل مرة”.
واستأنفت الجماهير منذ منتصف بعد الظهر، إطلاق العنان لأبواق سياراتها التي أشعلت الاحتفالات ليلا، وامتلأت مناطق الاحتفال المخصصة في العاصمة الإسبانية بالجماهير: كاتدرائية ألمودينا، مقر جماعة مدريد، البلدية وساحة سيبيل، وأخيرا ملعب “سانتياغو برنابيو” الذي وصل إليه اللاعبون نهاية الأمسية.
وسمعت هتافات الجماهير “فينيسيوس، الكرة الذهبية” على فترات متقطعة طوال فترة ما بعد الظهر، بعد أن سجل البرازيلي الهدف الثاني لريال مدريد في المباراة النهائية.
وقال القائد ناتشو خلال حفل الاستقبال الأول في مقر بلدية مدريد، قبل تقديم الكأس من الشرفة إلى الجماهير: “يبدو من السهل قول ذلك، لكن… 15 مرة، 15 مرة أبطالا لأوروبا. هذا النادي لا يتعب أبدا من الفوز بالألقاب!”.
وحقق ناتشو، إلى جانب كارفاخال وكروس والكرواتي لوكا مودريتش اللقب السادس في مسيرتهم بدوري أبطال أوروبا، وعادلوا الرقم القياسي المسجل باسم جناح ريال مدريد السابق باكو خينتو قبل أكثر من نصف قرن.
وتحدث رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز قبله للإشادة بـ “الموسم الرائع” الذي قدم خلاله فريقه “كل شيء” وأظهر أنه “ما زال متعطشا للألقاب”.
وأضاف “لهذا السبب أخبرتكم سابقا أن هذا النادي يعمل حاليا على تحقيق حلم جديد: وهو اللقب السادس عشر”، وهي أمنية شاركه إياها النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي أكد “أريد الفوز بالمزيد”.
وكانت المحطة الأولى لنجوم الفريق بقيادة بيريس، في كاتدرائية ألمودينا بالمدينة. و
قال الكاردينال خوسيه كوبو رئيس أساقفة مدريد الذي حصل على نسخة طبق الأصل من الكأس: “لا أعرف أي فريق سيشجعه يسوع، لكنني أعلم أنه بالتأكيد سيقدر هذه الكأس”.
وعاد الفريق بعد ذلك إلى مقر بلدية مدريد لتقديم نسخة أخرى لرئيستها إيزابيل دياز أيوزو التي التقوا بها أيضا بعد الفوز بالدوري الإسباني.
وغنى كارفاخال الذي سجل هدفه الأول في دوري الأبطال منذ ثمانية مواسم “نحن ملوك أوروبا”.
وقالت مارتيسا بونيت، وهي مشجعة تشيلية تبلغ من العمر 42 عاما، لوكالة فرانس برس: “كان يوم أمس رائعا”، مضيفة “كان هدف (داني) كارفاخال هو الشيء الأكثر روعة الذي شهدناه في ملعب +سانتياغو برنابيو+”، حيث تابع ما يقرب من 70 ألف متفرج المباراة على شاشة عملاقة.
وأوضحت كلاوديا وهي مشجعة أخرى تبلغ من العمر 23 عاما أن جماهير “الميرينغي” التي اعتادت على الفوز، كانت “مبتهجة” بعد هذا التتويج الخامس عشر الذي يمثل موسما تاريخيا.
وقالت الطالبة “صحيح أنه كان علينا التعامل مع الكثير من الإصابات، لذا فإن هذا الفوز مميز جدا حقا، لأن الفريق تغلب على كل الصعوبات على طول الطريق من خلال إظهار تفوقه”.
وعلى غرار أغلبية جماهير النادي التي تتطلع من الآن إلى المستقبل، تنتظر كلاوديا الآن الإعلان عن التعاقد مع نجم كرة القدم الفرنسية كيليان مبابي “لاعب مختلف، ولد ليلعب في مدريد” ويمكن أن يقود ريال مدريد نحو حقبة جديدة من الهيمنة الأوروبية.
مدريد تحتفي بأبطالها المتعطشين للقب سادس عشر
الوسوم