كلما أعلن عن إغلاق مركب محمد الخامس بالدار البيضاء من أجل إخضاع عشبه للصيانة، يفتح النقاش من جديد حول الأسباب الحقيقية التي تجعل هذا العشب يحتاج سنويا للترميم وإعادة التجهيز، في هذه الفترة بالذات التي تصادف انطلاقة الموسم الكروي، وهو ما يحتم على الأندية البيضاوية البحث عن ملاعب أخرى بديلة لاستقبال مبارياتها.
المؤكد أن الإغلاق يبقى قدرا سنويا محتوما، إما لصيانة العشب مرتين في السنة، كما تشترط ذلك الشركة المسؤولة عن هذا الجانب، أو تكملة ما تبقى من إصلاح لمختلف مرافقه وفق ما هو منصوص عليه بدفتر التحملات الذي يربط الشركة مع ولاية الدار البيضاء الكبرى.
في خضم هذه الحيثيات، تعاني أندية الدار البيضاء الكبرى أي الوداد والرجاء من تبعات هذا الإغلاق السنوي، وما يترتب عن ذلك من خسائر تقنية ومالية، أضف إلى ذلك الزيادة في معاناة الجمهور من حيث كثرة التنقلات والزيادة في التكلفة المالية.
سيغلق المركب في وجه قطبي العاصمة الاقتصادية، بداية من شهر أكتوبر وإلى غاية منتصف شهر نونبر المقبلين، وعادة فإن قرار الإغلاق يتم اتخاذه، في اجتماع يضم الشركة المذكورة ومجلس المدينة، على أن يتم لاحقا إخبار إداراتي الوداد والرجاء والعصبة الاحترافية ولجنة البرمجة التابعة لها.
إلا أن المنطق يفرض ضرورة استشارة الناديين قبل اتخاذ القرار، نظرا الالتزامات التي تنتظر الناديين معا على أربعة واجهات، وهي البطولة الاحترافية وكأس العرش ودوري أبطال إفريقيا وكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
حسب المختصين، فإن صيانة العشب تمر بمرحلة نوم خلال فترة معينة من فصل الخريف، مما يستلزم إغلاقه وإخضاعه لعمليات وقائية منها التهوية، ثم قصه، وإزالة الجذور المتسخة وإضافة بذور أخرى قادرة على العيش خلال هذه الفصل، و هذا من شأنه أن يمنع ظهور بقع صفراء، كما لوحظ ذلك على عشب مركب محمد الخامس هذه الأيام.
أمام تعدد حالات الإغلاق من أجل الإصلاح، فإن الأهمية تقتضي العمل على إنهاء مشكل العشب، وذلك باتخاذ إجراءات وتدابير عملية تجعل المركب جاهزا لاستقبال المباريات طيلة الموسم، وليس بصفة متقطعة، ومن بين هذه الإجراءات الاستفادة من تجارب الدول الرائدة.
فمثلا، نجد أن ملاعب الأندية الكبيرة جاهزة طيلة الموسم وصيانة العشب تتم بصفة دورية واعتيادية لا تؤثر نهائيا على برامج الأندية والمنتخبات، وعادة ما يتم إنهاء المشكل قبل بداية كل موسم بأسابيع، بل بأيام معدودة، حيث يتم تثبيت لوحات من العشب الطبيعي جاهزة للاستعمال، كما أن الاهتمام بالجانب العلمي، أصبح ضرورة حتمية نظرا للتطور الحاصل في هذا المجال.
أما استمرار العمل بالأساليب القديمة، فلم يعد مقبولا بالمرة ..
محمد الروحلي