نجم الكرة المصرية المعتزل محمد أبو تريكة لـبيان24

عبر نجم الكرة المصرية المعتزل محمد أبو تريكة، عن سعادته بالقدوم مرة أخرى إلى المغرب من أجل المشاركة بالمباراة الاستعراضية التي نظمت أول أمس الأحد بالعيون بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء، بين نجوم إفريقيا ونجوم العالم.
وقال أبو تريكة في حوار أجرته معه مع «بيان اليوم» من العيون، إن المغرب فعل خيرا عندما تعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار لتدريب المنتخب الوطني، مضيفا أنه يعمل على تكوين نفسه في مجالي التدريب والإدارة المالية إلى جانب عمله كمحلل فني.
ودعا أبو تريكة إلى الاستمرار في تنظيم مثل هذه التظاهرات بالدول العربية والإفريقية والعمل على تطويرها وتوظيف عائداتها في أنشطة ذات بعد خيري، مبرزا أن لاعب كرة القدم يستطيع أن يكون قدوة للشباب إذا حظي بالنجاح المهني والسلوك الطيب.

> بداية مرحبا بك في المغرب بلدك الثاني والعيون جوهرة الصحراء المغربية، كيف ترى هذه المناسبة وسط حضور كم هائل من نجوم عرب وأفارقة وعالميين؟
>> أنا سعيد جدا بهذه المناسبة. بالنسبة لي، فأنا أحب زيارة المغرب، ودوما ما أستقبل بترحاب وكرم من أهلها. كما أن آخر مباراة لي على المستطيل الأخضر كانت بالمغرب ضمن منافسات كأس العالم للأندية سنة 2013. وهي من أبرز الذكريات التي أعتز بها. لا أتأخر في تلبية أي دعوة أتلقاها من بلد عربي شقيق وتساهم بقدر الإمكان في نشر رسالة معينة أو مهرجان رياضي. دائما ما أقول: أنا مصري، لكن بداخلي فأنا أيضا مغربي وجزائري وتونسي وإماراتي وقطري … وكل البلدان العربية والإسلامية أحس بأنها جزء مني ومن وجداني.
يسعدني كثيرا وجودي هنا بالعيون خاصة وسط هذه الكوكبة من النجوم العرب والأوروبيين والأفارقة. هذا التجمع شكل فرصة للقاء أشخاص لم أرهم منذ مدة طويلة. فرصة لمتابعة لاعبين آخرين تربطني معهم علاقات طيبة أو ممن أفادوا وقدموا الكثير الكرة العالمية والإفريقية والعربية. أشكر المغرب على الاستضافة وقدرته على تجميع هذه الكوكبة.

> لا يمكن أن نفوت تواجدك بالمغرب دون سؤالك عن رأيك في الكرة المغربية، خاصة المنتخب الوطني الذي لم يتأهل منذ سنوات إلى كأس العالم ولم يقدم مردودا جيدا في الدورات الأخيرة لكأس أمم إفريقيا، ما هو رأيك؟
>> إن أفضل شيء قام به المنتخب المغربي هو تعاقده مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار، لأنه مدرب شاب وطموح وحقق إنجازا مع منتخب الكوت ديفوار وقاده للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا. رونار لديه خبرة في الكرة الإفريقية وأدغالها، وفي نفس الوقت تحس أن شخصيته طاغية على المنتخب خلال الفترة القصيرة التي قضاها حتى الآن من خلال بعض القرارات. المنتخب المغربي يملك عناصر جيدة وشابة وتحتاج فقط إلى مزيد من الوقت لاكتساب الخبرة التي لا تأتي بين ليلة وضحاها. تتطلب وقتا وإعدادا وبرامج ودعما سواء من الإعلام أو الاتحاد المغربي (الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم) أو الجمهور. تتطلب أيضا الصبر فالنجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها ويحتاج إلى الوقت والمساندة. وأعتقد أن النتائج ستساعد كذلك. المنتخب المغربي بدأ مشواره بتصفيات المونديال بتعادل خارج ملعبه، وتنتظره مباراة صعبة وأتمنى له التوفيق فيها حتى نرى منتخبي المغرب ومصر بالمونديال، لأنهما من كبار القارة الإفريقية.
> في نظرك ما هو السر وراء تفوق منتخبات شمال إفريقيا على نظيرتها من جنوب الصحراء كالكوت ديفوار وغانا كما فعل المنتخب المصري تحت قيادة المدرب حسن شحاتة؟
>> يجب توضيح نقطة مهمة، هناك فرق كبير بين احترام الخصم وعدم الخوف منه. هناك خط دقيق .. لتحترم المنافس لكن عليك أن تتجرأ وتثق في نفسك. وهذه من أبرز النقاط التي كنا نعمل عليها. في سنة 2008 كان المنتخب الإيفواري يضم نجوما كبارا جدا وهو المرشح الأول للظفر ببطولة كأس أمم إفريقيا، ولما بلغنا المباراة النهائية ولعبنا أمامه، كانت هناك ندية واحترام للمنافس، فشخصية منتخب ما يجب أن تكون طاغية وأن يبقى صاحب المبادرة. بداية مثل هذه المباريات مهمة جدا، فكلما بدأت المباراة بقوة وحصلت على ثقة في نفسك وفريقك إضافة إلى دعم الجمهور المتوقع، تصبح المباراة سهلة وتدخل في أجوائها مبكرا، ناهيك عن الإعداد النفسي والفني. مواجهة الكوت ديفوار صعبة وأعتقد أن البداية الجيدة نوعا ما بالتعادل خارج الملعب تمنحك الثقة، لكن المهم هو أن يحقق المنتخب المغربي 3 نقاط في كل مباراة على ملعبه.

> ما هي آخر أخبار أبو تريكة بعد الاعتزال، هل تفكر في ولوج عالم التدريب أم أنك ستكتفي بالعمل كمحلل فني؟
>> قمت بتلقي دورات تكوينية في أوروبا سواء في الإدارة المالية أو التدريب. حصلت على الرخصة (C) وأنا في صدد الحصول على الرخصة (B). أحاول المزج بين العمل الإداري والفني في انتظار أن تأتي الفرصة للعمل في أحدهما. حاليا أعمل كمحلل لمباريات كرة القدم على شبكة قنوات “بي إن سبورت” القطرية، علما أنني توصلت بمجموعة من العروض سواء داخل مصر أو خارجها، لكنني لم أكن مستعدا لقبولها آنذاك. أحاول تطوير نفسي وتعلم المزيد سواء إداريا أو فنيا.

> في نظرك، إلى أي حد تساهم مثل هذه الأحداث الرياضية في تقوية وتعزيز التقارب بين الشعوب؟
>> بالطبع .. فمثل هذه المباريات تتيح لك لقاء لاعبين أو زملاء سابقين ممن لم تراهم منذ فترة سواء على المستوى العربي أو الإفريقي أو الأوربي. أعتقد أنه ملتقى جيد، خاصة مع الترحاب وحسن الاستقبال الذي وقفت عليه عند قدومي إلى المغرب، وهو شيء ليس بغريب عن الشعب المغربي. وأتمنى أن تستمر مثل هذه الملتقيات ليس في المغرب فقط بل في دول عربية أو إفريقية أخرى، لأنها ليس مباريات فقط، وإنما تحمل مغزى ورسائل اجتماعية أو خيرية وغيرها.

> نلاحظ تعثرا وعدم نجاح للتظاهرات التي تقام على المستوى العربي، كيف تفسر ذلك؟
>> يجب دعم مثل هذه التظاهرات وتطوير فكرتها حتى تنظم بشكل جيد وتوظف عائداتها في رسائل خيرية كمحاربة الفقر أو نشر ثقافة معينة أو مواجهة أمراض محددة. شخصيا أعتبر أن الرياضي عامة ولاعب كرة القدم، لديه رسالة أخرى خارج المستطيل الأخضر، وهي الرسالة الأهم التي تستمر طيلة حياته. وأتمنى أن تستمر الدول العربية في تنظيم مثل هذه اللقاءات.
> نرى أن اللاعب العربي يجد صعوبة عقب اعتزاله في التحول إلى مجالات أخرى على رأسها التدريب، فما هو النموذج الناجح والقادر على التأثير على الشباب بشكل إيجابي؟  
>> دوما ما يكون الإنسان الناجح قدوة للآخرين. ورغم أن النجاح والسلوك الطيب معادلة صعبة، لكنها في نفس الوقت معادلة فعالة، لأنها تجعلك قدوة للشباب والنشء. أتمنى أن نبحث عن التميز في كافة المجالات سواء الرياضية أو الاقتصادية أو العلمية، لأنها هذا يصب في مصلحة كافة الدول العربية والإسلامية.

> كلمة أخيرة ..
‏>> صراحة .. تنظيم هذه المباراة كان جيد جدا، واللقاء كان ممتع وفقراته ممتعة. وأتمنى أن يكون جميع من تابعوا اللقاء سواء من مدرجات الملعب أو عبر شاشة التلفاز، قد استمتعوا به.
حاوره من العيون: محمد الروحلي

Related posts

Top