وزراء أفارقة يستعدون لطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي

يسعى وزراء أفارقة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد الإفريقي سنة 1984، حين سمح لجبهة البوليساريو بالانضمام إليه رغم أنها لا تتوفر على مقومات دولة كما ينص عليه القانون الدولي.
وأكد الوزراء الأفارقة المجتمعون يوم السبت 28 يناير الجاري بمدينة مراكش على التزامهم الكامل بـ “العمل معا وبالتنسيق سويا لاستبعاد هذا الكيان غير الحكومي من الاتحاد الأفريقي” معتبرين أن هذا الاستبعاد القانوني من جميع النواحي، لا ينبغي أن يعتبر هدفا بعيد المنال، لأنه، بحسبهم، هو جزء من دينامية قارية ودولية تسودها الواقعية والبراغماتية، ولأنه يمثل شرطا مسبقا أساسيا من أجل عودة حيادية ومصداقية منظمة الاتحاد الإفريقي بخصوص قضية الصحراء.
واعتمد رؤساء الوزراء والوزراء الأفارقة، الموقعين على نداء طنجة لطرد “الجمهورية الوهمية من الاتحاد الأفريقي بالإجماع مشروع “الكتاب الأبيض” الذي يعتبر تتويجا لجولة شملت عددا من الدول الإفريقية وللمناقشات التي جرت خلال الاجتماعات والندوات المختلفة والتي احتضنتها كل من نواكشوط، ودكار، وأكرا، ودار السلام وكينشاسا.
ويعتبر “الكتاب الأبيض”ّ الذي يحمل عنوان “الاتحاد الأفريقي وقضية الصحراء – وثيقة تحليلية لتفكير شامل ومندمج ” وثيقة مرجعية تحلل التداعيات السياسية والقانونية، والاقتصادية والأمنية والمؤسساتية لوجود هذا الكيان الوهمي غير الحكومي داخل الاتحاد الأفريقي وأثره على الوحدة الأفريقية، وهو خلاصة للتوصيات المختلفة للوزراء الأفارقة المتعلقة بتحديات الاتحاد الأفريقي والتي تمت مناقشتها خلال خمس ندوات إقليمية والاجتماع الأول المنعقد بمدينة مراكش.
كما تقدم هذه الوثيقة “الكتاب الأبيض” حجج واقعية وقانونية، تستند بشكل خاص على التناقضات الموروثة التي تتعلق بتحيز واضح لمنظمة الوحدة الأفريقية ثم بعد ذلك الاتحاد الأفريقي في معالجة قضية الصحراء.
وخلال اجتماع مراكش تم الترحيب بوزراء أفارقة جدد من الموقعين على “نداء طنجة” ويتعلق الأمر بكل من لامين كابا بادجو، وزير الخارجية الأسبق لجمهورية غامبيا، و ليزيكو ماكوتي، وزير الخارجية الأسبق لمملكة ليسوتو، و باتريك راجولينا، وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مدغشقر.
يشار إلى أن النداء الرسمي لطرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، تم التوقيع عليه بمدينة طنجة من طرف وزراء أفارقة يوم 4 نونبر 2022 ويحمل اسم “نداء طنجة”، وهو النداء الذي يعتبر استبعاد الكيان الوهمي، شرطا أساسيا لعودة الحيادية والمصداقية لهذه المنظمة الإفريقية، ومحددا مهما لإطلاق دينامية قارية تحقق وحدة إفريقيا التي يجب أن يستفيد منها الأفارقة، وفق رؤية تسودها الواقعية والمنفعة العامة.

< محمد حجيوي

Related posts

Top