تأكد رسميا منح المغرب شرف تنظيم نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، مطلع السنة القادمة. الاختيار جاء بالإجماع، خلال اجتماع لجنة الطوارئ التابعة للكاف بنيجيريا.
فالمغرب الذي كان يطمح لاحتضان كأس أمم أفريقيا للكبار سنة 2019، بسبب المشاكل التي تحيط بتنظيم الكامرون لهذه الدورة، يبدو أنه اقتنع أخيرا باحتضان “الشان”، وتفادي الدخول في مواجهة لوبي عيسى حياتو، الذي لا زال أعضاؤه يحنون لعهد السيطرة المطلقة التي سبق أن فرضوها على “الكاف” سنوات طويلة، وجعلوا من كرة القدم الأفريقية مجرد مطية لتحقيق مصالح خاصة، دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة شباب القارة ورياضييها.
الرئيس أحمد أحمد استشعر بردود الفعل الممكنة من جراء سحب “الكان” من الكامرون المعارضة، ومنحها للمغرب المساند، وهو بلد رائد على الساحة الأفريقية، تحول خلال السنوات الأخيرة إلى رقم صعب في أية معادلة على الصعيد القاري، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وحتى رياضية، وهذا البروز القوى يثير الأحقاد، خاصة من طرف اللوبي الذي تقوده الجزائر، بدعم من جنوب أفريقيا وبعض الدول التي تدور في فلكهما.
ولتفادي مثل هذه الردود ” الغاضبة”، فضل الرئيس الجديد للكاف، والذي تربطه علاقة قوية بالمغرب، ويدين له بالدعم القوي الذي قاده لتحمل المسؤولية خلفا لعيسى حياتو خلال المؤتمر الأخير بأديس أبابا، منح المغرب وبالإجماع شرف تنظيم “الشان” والإعلان عن تخصيص دعم قوي ومواكبة مطلقة للكامرون حتى تتمكن من تنظيم “الكان” سنة 2019.
هذه المستجدات الآنية التي تفرزها الساحة الأفريقية بناء على المعطيات المتوفرة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحركات الأخيرة لصديقنا أحمد أحمد، والذي يهم المغرب نجاحه في تحقيق برامجه وتصورته للمرحلة القادمة، وهى برامج وتصورات اتفق عليها بالمغرب خلال مناظرة الصخيرات، وهذا يقتضي إتباع تكتيك ذكي يقطع الطريق على أعداء المغرب داخل القارة، والذين يحاولون استغلال أي خطأ أو أية هفوة لنسف الرئيس أحمد ومن معه.
والمغرب الذي تطوع لاحتضان دورة كأس أفريقيا للمحليين عقب سحب التنظيم من كينيا، ينتظره عمل كبير على جميع المستويات، قصد إنجاح هذه الدورة وجعلها الأبرز منذ انطلاق فعاليات هذه المسابقة قبل سنوات، خاصة وأنه رشح كل من الدار البيضاء، طنجة، مراكش وأكادير، وهذه مدن تتوفر على بنيات وتجهيزات متطورة، مقارنة بما هو متوفر عند دول ترشحت هي الأخرى لاحتضان نفس التظاهرة.
كل هذه المعطيات التي ذكرناها والتي تجعل المغرب يقبل حاليا بـهذا “الممكن” الذي يمكن أن تتغير بناء على مستجدات، قد يحول البوصلة مرة أخرى نحو المغرب، بصفته المنقذ في أية لحظة، وكيفما كانت الظروف، خاصة وأن تنظيم تظاهرة مثل “الكان” لم تعد بالمسألة السهلة أو الهينة، أما الآن فعلى المغرب القبول باحتضان “الشان” وإنجاحه وتقديم الدليل على قوته وخبرته الكبيرة في احتضان أكبر التظاهرات، مع العلم أنه مرشح باسم أفريقيا لاحتضان كأس العالم لسنة 2026.
لنقبل الآن بالممكن، وننتظر القادم الذي نتمنى أن يكون أفضل…
محمد الروحلي