قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، إن ظفر المغرب بتنظيم كأس أمم إفريقيا للمحليين (الشان) سنة 2018 بدلا من كينيا، يعكس أحقية المغرب في تنظيم التظاهرات الكبرى، في أفق المنافسة على شرف استضافة نهائيات كأس العالم لسنة 2026.
وأضاف لقجع في حوار تلفزيوني مع شبكة قنوات “بي إن سبورت” القطرية، أن المغرب سيعمل جاهدا من أجل تنظيم دورة ناجحة على كافة المستويات، مبرزا الدور الذي لعبه حتى يقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حق إفريقيا والمغرب في التنافس على شرف احتضان دورة 2016.
وبعدما أكد لقجع أن الكاميرون ما تزال البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا 2019، أشار إلى أن جامعته تجندت بمعية قطاعات أخرى من أجل تأمين تنقل المغاربة إلى أبيدجان لمتابعة مباراة المنتخب الوطني ضد نالكوت ديفوار برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
> المغرب سينظم كأس أمم إفريقيا للمحليين، فهل هذا يأتي عن رغبة في الاستضافة أو لمجرد إنقاذ البطولة؟
>> سياق تنظيم البطولة يعتبر مختلفا عن السياقات الاعتيادية. أولا يأتي بعد سحبها من كينيا التي كان من المقرر أن تحتضن (الشان)، إذ تبين أنها غير قادرة على الاستجابة لشروط دفتر التحملات الخاص بهاته البطولة. الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فتح باب الترشيحات للبلدان الراغبة في تنظيم (الشان)، والمغرب لم ينظم أي بطولة قارية منذ سنة 1988. أعتقد أن الفارق بين الحق في تنظيم بطولة والتجهيزات المتاحة على أرض الواقع، يجعل المغرب قادرا على وضع إمكانياته رهن إشارة الاتحاد الإفريقي للعبة رغم ضيق الوقت. كل ما تتوفر عليه بلادنا من طاقات وبنيات تحتية، تسمح للمغرب -كما قلنا في كثير من المناسبات- أن يرغب في الاستفادة من وضعه المتقدم. والهدف الاستراتيجي لنا كجامعة هو تتويج هذا المسار بشرف تنظيم مونديال 2026 بالمملكة المغربية.
> هل تعتقد أن المغرب سيستفيد من تنظيم (الشان) خاصة أن الدورات السابقة نظمت في دول صاعدة باستثناء جنوب إفريقيا، وهل سيسعى إلى إنجاح التظاهرة خاصة من جانب استقطاب الجمهور؟
>> في الجانب التنظيمي أعتقد أنه وبإجماع المسؤولين بالاتحاد الإفريقي، على أن هذه النقطة غير قابلة للنقاش. الملاعب جاهزة لاستضافة هذه التظاهرة انطلاقا من الأسبوع المقبل. الكل يعرف ملاعب مراكش وأكادير والدار البيضاء وطنجة، وهنا ملاعب أخرى بالرباط وفاس وتطوان مستقبلا. وكلها ملاعب بمواصفات دولية وجاهزة لاحتضان التظاهرات في أي وقت كان. ما سنعمل على تطويره هو الجوانب التنظيمية الأخرى بداية من ضمان الحضور الجماهيري اللائق بتعاون مع عدد من القطاعات الوزارية المعنية بالشباب، وذلك من أجل إبراز الصورة الحقيقة عن حب الشعب المغربي لكرة القدم، وأيضا للرقي بهذه البطولة على المستوى التنظيمي والتلفزيوني والتسويقي والجماهيري، إلى مستويات راقية.
> المغرب يترشح رسميا لتنظيم مونديال 2026، ألم تتحدث مع رئيس (الفيفا) جياني إنفانتينو حول الموضوع، خاصة أن أسرة كرة القدم العالمية تميل إلى دعم ملف الثلاثي الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا؟
>> النقاش الحقيقي كان على هامش انعقاد مجلس (الفيفا) في البحرين، عندما تقدمت البلدان المذكورة بمقترح كان رئيس وأعضاء (الفيفا) سيدرجونه ضمن جدول الأعمال لمنح هذه الدول أحقية تنظيم البطولة، لكننا شرحنا لإنفانتينو بأنها ليست الطريقة التي ينظم بها كأس العالم. لا بد من فترة ترشيحات. وكان لدي معه نقاش صريح حول إشكالات تنظيم المونديال. تحدثنا عن شعبية كرة القدم ودورها في تقريب بين الشعوب والحضارات والنهوض بها، في وقت قد نحرم القارة الإفريقية من شرف احتضان أهم تظاهرة عالمية ممثلة في كأس العالم. يجب الاحتكام إلى ضمائرنا وإنصاف قارة عانت من التهميش لعقود طويلة.
> في ظل الأوراش التي تم إطلاقها للنهوض بالكرة المغربية، هل تعتقد أن المغرب قادر على إنجاح المونديال في حال تم اختياره لتنظيم نسخة 2026 الاستثنائية؟
>> أعتقد أن عقدة غياب البنيات التحتية لاحتضان مثل هذه التظاهرات، صفحة قد طويت بصفة نهائية. يجب اليوم أن نتحدث عن أبعاد أخرى يتعين علينا استحضارها لتنظيم مثل هذه البطولة.
> هل المغرب قادر على تنظيم كأس أمم إفريقيا 2019، والتي ستعرف مشاركة 24 منتخبا، وذلك في حال تم سحب البطولة من الكاميرون؟
>> اليوم البلد الذي سينظم كأس الأمم الإفريقية لسنة 2019 هو الكاميرون. وهي مستجدات قررها الاتحاد الإفريقي بالإجماع وبحضور رئيس الاتحاد الكاميروني. المتابعة يقوم بها (الكاف) بمعية مكتب دراسات محايد. وبعد أن تخلص هذه الدراسات إلى نتائج نهائية، ستعرض على المكتب التنفيذي لاتخاذ القرار المناسب. المغرب سيكون مرة أخرى رهن إشارة الكاميرون كبلد صديق والاتحاد الإفريقي لإنجاح التظاهرات بأي شكل من الأشكال في الكاميرون أو أي دولة أخرى. المغرب اتخذ قرارا استراتيجيا بغية الاندماج الكلي داخل المنظومة الإفريقية.
> محك حقيقي يقترب عندما يلتقي المنتخب الوطني بنظيره الإيفواري نونبر القادم، كيف تسير التحضيرات لضمان أكبر تنقل للمغاربة لأبيدجان بغية دعم “أسود الأطلس” لتحقيق حلم التأهل إلى المونديال؟
>> في البعد الرياضي، الفريق الوطني سينتقل إلى أبيدجان يوم 8 نونبر، وكل الإجراءات المصاحبة لهذا التنقل تم اتخاذها في وقت مبكر، حتى تكون ظروف الإقامة والتداريب جيدة. وهذا أمر عادي عندما يتعلق الأمر بسفر بعثة المنتخب الوطني. وبالنسبة للجماهير المغربية، فمباشرة بعد مباراة الغابون، فقد أظهرت فئة واسعة من المغاربة رغبة كبيرة في التنقل للكوت ديفوار. لو خمنت العدد فسأقدره بالآلاف. قمنا باتصالات لوجسيتيكية مع الخطوط الملكية المغربية وهو شق طويناه، خاصة أن لديها الإمكانيات التقنية واللوجيستيكية لتوفير رحلات كافية. طلبنا عبر القنوات الرسمية والمتمثلة في الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، مدنا -بشكل استثنائي- بتذاكر المباراة خلال الأيام المقبلة حتى نتمكن من وضعها رهن إشارة الجماهير لضمان تنقل في أفضل الظروف.
> تعاملتم مع قضايا مهمة داخل المنتخب الوطني كخلاف بين المدرب وأحد اللاعبين أو اختيار تمثيل المغرب، هل تعتقد أنكم ساهمتم في إعادة اللحمة والروح الجماعية داخل المجموعة؟
>> حكيم زياش كان لديه تصور خاص به، وهيرفي رونار كان له هو الآخر تصوره الخاص. والأساسي هو من شرحته للطرفين بأن كل تصور يصب في صالح الفريق الوطني. لا أحد كان ضد الفريق الوطني، وبالتالي كان سهلا تقريب وجهات النظر سواء في هذا الموضوع أو اعتزال المهدي بنعطية أو اختيار سفيان أمرابط. المهم هو أن التلاحم والطموح داخل هذه الأسرة يزيدان يوما عن يوم.
> ارتباطا بالمنتخب الوطني، هل من جديد فيما يخص تأهيل منير الحدادي للدفاع عن قميص “أسود الأطلس”؟
>> في هذه القضية، أتأسف أن يصدر مثل هذا التصرف من مدرب واتحاد كبيرين كفيسنتي ديل بوسكي والاتحاد الإسباني لكرة القدم، بحيث يستدعي الحدادي لكي يلعب 5 أو 6 دقائق فقط حتى يحرمه من للعب لبلد آخر أي المغرب. أنا لا أتحدث من الناحية القانونية، فذلك مسموح به من طرف (الفيفا). اليوم بات يجب تطوير هذا القانون ورئيس (الفيفا) قد وعدني بذلك، لأنه هو الآخر غير مقتنع به. بعد كل النقاشات، لجأنا لمحكمة التحكيم الرياضي الدولي (الطاس) لكي نعلمهم بأن الحدادي يرغب في اللعب لصالح المغرب. على بعد يومين من انعقاد الجلسة وحتى يكون القرار نهائيا، طلب انتظار أن تصدر لجنة منح الرخص بـ (الفيفا) قرارا رسميا حول الموضوع. وبدورنا عدنا للجنة التي ستتداول في القصية في الأيام الحالية.
رسالتك إلى الجمهور المغربي قبل مواجهة “أسود الأطلس” و”الأفيال” ..
>> أعتقد أن الجماهير المغربية لا تحتاج إلى رسائل، بل إلى عمل. ما أؤكد عليه هو أن ما ينتظره الجمهور من اللاعبين والفريق والمسؤولين سنقدمه أضعاف مضاعفة عشرات المرات، حتى نكون عند حسن ظنهم.إنجاز: صلاح الدين برباش
عدسة: عقيل مكاو