سجلت لبني صديقي مديرة مؤسسة ابن طفيل التعليمية باولاد عياد تفشي ظاهرة الدروس المنزلية، وقالت إن التعاطي معها بعد زمن التعلم بالمؤسسات التعليمية، لم يحقق إلا نجاحا محدودا ومنحرفا، ونبهت من التعامل معها كمصدر للحلول والفرص التي تتيحها مجالات التقويم والدعم، مشيرة إلى أنه غالبا ما يتم سلكها من أجل التباهي مما يهدد المستقبل الدراسي للمتعلم ويبث فيه اليأس بل والسلوك المنحرف الذي لا يسهم في بناء التكوين الذاتي وشخصية المتعلم. وأشارت في لقاء تواصلي جرى مؤخرا برحاب المؤسسة، من أجل التعريف بحصيلة التقويمات التشخيصية الخاصة بالشطر الأول من الأسدس الأول للسنة الدراسية 2017/2018، إلى أن هذه الممارسات التي تقترفها بعض الأسر غير خاضعة للمنطق والتشاور والتنسيق، وتسائل الضمير الجماعي لكل الأطراف الضالعة والمسؤولة عن هذا النوع من الاتجار، الذي يتنافى مع حقوق الطفل ولاسيما الحق في تعلم رزين، وأكدت على أن ساعة العمل البناء والمتواصل بين المؤسسة والأسرة قد دقت، ويجب أن نتساءل عما إذا كان بالإمكان إيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة. وقالت المتحدثة إن انعقاد اللقاء جاء في ظرفية مطبوعة بانشغال الرأي العام الوطني والمحلي بما يعترض المنظومة التعليمية عامة من إكراهات، مؤكدة على التعبئة من أجل التعليم والتربية وتشجيع وتحفيز المتعلمين والمتعلمين على الدراسة الهادفة، وتوظيف الأطر التربوية لأنجع المقاربات البيداغوجية التي تلقت في شأنها تكوينا يتلاءم والمناهج الدراسية المتبعة.
وأكدت مديرة المؤسسة على التواصل الصريح والمفتوح بين المؤسسة والآباء والأمهات وعلى الحوار المباشر ذي الطبيعة المتجددة كي تصبح العلاقة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية ذات أهمية خاصة، وعلى نفس القدر من المسؤولية في منحى التمدرس والدراسة.
وبما أن المدرسة والأسرة، تقول المتحدثة أضحتا على نفس المستوى من التحديات المطروحة في الظرفية الحالية، فإنهما كذلك أصبحا أمام نفس الفرص المتاحة والمسؤوليات المنوطة بهما…، مما يعني أن مفهوم التعاون أو التضامن أو التشاور بين المؤسسة والأسرة، ليس مجرد مفهوم فارغ ينهض في جوهره على علاقة اتكالية، إنما هو مصطلح ذا معنى قوي يمتح قوته وراهنيته من المسؤولية المشتركة، وترابط المصالح أو قل بعبارة أوضح على وجود شراكة استراتيجية أفقية، وليس على المنطق القائم على الاتكالية، وفق الرؤية العمودية.
وبناء، تضيف المتحدثة، تقتضي هذه العلاقة الارتقاء إلى درجة الالتزام المشترك، وتتطلب الرهانات من كافة المعنيين بالعملية التعلمية العمل سويا في أفق مواجهة مختلف التحديات المطروحة، وذلك عبر تطوير تنافسية مشتركة، وضمان حركية وتواصل نشيط ومنظم، وتعزيز التبادل المثمر.
ودعت إلى ضرورة تعزيز علاقات الشراكة القائمة بين المؤسسة والأسرة، وإضفاء المزيد من النضج والتنوع عليها، وقالت إن الجميع مطالب اليوم بوضع التوجهات الكبرى، لخطة عمل إيجابية، كفيلة بضمان مستقبل أفضل لبناتنا وأبناءنا.
ويأتي هذا القاء في أطار تفعيل التزامات المؤسسة بخلق لحظات خاصة للتبادل والتفاعل والتشاور حول الانتظارات والاقتراحات المطروحة حول تنفيذ المناهج الدراسية والحياة المدرسية. وعرف اللقاء الذي قام بتنشيطه ذ مصطفى عزام وبعض الأطر التربوية نقاشا مستفيضا وتوزيع شواهد تقديرية على المستحقين.
<حميد رزقي