احتج مهنيو النقل بمختلف المدن المغربية، طيلة أيام هذا الأسبوع، على لهيب أسعار المحروقات، بعدما وصلت إلى مستويات قياسية، يؤدي ضريبتها المواطن والمهنيين، الذين خرجوا بشكل تلقائي بعد تضررهم من هذه الزيادات، التي “أصبحت خاضعة لهوى وشجع شركات بيع المحروقات”.
وقال الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، مصطفى شعون، في هذا الصدد، “سبق وأن نظمنا يوم الأحد الماضي مسيرة احتجاجية، على الارتفاع الصاروخي في أسعار الغازوال، وذلك بهدف إنذار الحكومة التي تلازم الصمت إزاء هذا الملف، الذي يتقاذفه المسؤولون في ما بينهم”.
وزاد شعون، الذي تحدث مع بيان اليوم في اتصال هاتفي، أن “المهنيين في قطاع النقل من أكبر المتضررين من هذه الزيادات المتكررة وغير المعقولة، الذي يؤدي ثمنها السائق المهني، الذي يشتغل في قطاع خدماتي عام”.
ورفض الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، “عروض الزيادة في ثمن الرحلات على المواطنين الذين لا ذنب لهم، ولا يتحملون مسؤولية لهيب أسعار المحروقات، الذي يعرف بالمناسبة، انخفاضا حادا في مختلف بلدان العالم”.
سائقو سيارات الأجرة الكبير، والصغيرة الذين يقدمون خدمة عمومية للمواطنين، بمختلف مناطق المغرب، بقراها ومداشرها، وأحيائها الحضرية، والتي تشتغل وفق شعون 24/24 وطيلة أيام السنة، على حافة الإفلاس، فمليون أسرة، يقول شعون، “أصبحت مهددة بالتشرد بسبب الالتزامات المادية مع صاحب المؤدونية، وارتفاع الغازوال.. وكذا المصاريف العائلية”.
ودعا المتحدث ذاته، رئاسة الحكومة بشكل مباشرة إلى “ضرورة التفاعل مع مطالب المهنيين، والعمل على هيكلة هذا القطاع الذي يعيش في عشوائية وتخبط منذ عدة سنوات”، مشيرا، إلى “الملفات التي لا زالت عالقة لحدود الساعة، من قبيل المحطات النموذجية، والجانب الاجتماعي للسائقين”.
وانتقد الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، بشدة، الإجراء الذي أقدمت عليه الدولة، “بعد تحريرها لقطاع المحروقات، الذي كانت عواقبه معروفة منذ البداية، حيث أدى المواطن والمهني فاتورة هذا الإجراء الحكومي”.
والحل يكمن، وفق مصطفى شعون، في “تنظيم مناظرة وطنية يشارك فيها جميع المتدخلين في القطاع، للخروج بتوصيات ومقترحات وحلول عملية، عوض أن تترك المهنيين في مواجهة مباشرة مع الشركات التي تغولت على السائقين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يؤمنون حياتهم اليومية من هذه الوسيلة”.
وهدد الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، في الأخير، وباسم جميع المهنيين الحكومة، بـ”شل القطاع إذا ما استمرت الأوضاع لما هي عليها، دون أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في ما يحدث اليوم”.
< يوسف الخيدر