قال سعد الدين العثماني إن الثقافة رافعة أساسية للتنمية بالمغرب وتحتاج إلى الدعم والعناية اللازمة، ولا يمكن الاستغناء عنها في التنمية والإصلاح وبناء المجتمع والتحديث.
وأضاف العثماني الذي كان يتحدث في افتتاح حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2018، المنظم من طرف وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، ليلة أول أمس الثلاثاء بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن الثقافة لا يمكن استبدالها بالأمور المادية على أهميتها، لأن التنمية والإصلاح لا يقتصران على ما هو مادي، معتبرا أن حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب “لحظة للاحتفال بمرور 50 سنة من الأداء والعمل لرعاية الفكر والثقافة”.
وأكد رئيس الحكومة أن وزارة الثقافة تحتاج المزيد من الدعم باعتبار الثقافة تراثا لاماديا وحاملة لمجموعة من القيم والمعاني الوطنية، مشيرا إلى أن هناك مجهودات لتطوير الثقافة بصفة عامة وجائزة “الكتاب” بصفة خاصة من أجل إعطاء الثقافة المكانة التي تستحقه في مسار الإصلاح والتنمية.
العثماني قال، أيضا، إن هذه الدورة الخمسون لجائزة المغرب للكتاب تتميز عن سابقاتها بإدراج، الجوائز التي وعدت بها الحكومة خلال السنة الماضية، وهي بالإضافة إلى جائزة المغرب للكتاب الموجه للطفل والشباب وجائزة خاصة بالثقافة الأمازيغية، “جائزة المغرب للإبداع الأدبي الأمازيغي”. حيث أكد العثماني، في هذا السياق، على ضرورة دعم اللغة الأمازيغية من خلال إرساء خارطة طريق طموحة وجريئة لدعم هذه اللغة والنهوض بها.
وتابع العثماني قوله “مع مرور الوقت سنهتم باللغة الرسمية الأمازيغية كما نهتم باللغة الرسمية العربية، لأنه لا بد من دعم خاص لها”، مشيرا إلى أن سيتم بالإضافة إلى المكتسبات التي تحققت هذه السنة على مستوى الجوائز وإدراج الأدب الأمازيغي، توسيع المبادرة لتشمل قطاعات أخرى من أجل أن تنال “الأمازيغية حقها في جميع المحافل الثقافية والأدبية، وكذا دورها الأساسي في كل القطاعات الأخرى.
من جانبه قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، في ذات اللقاء الذي حضره إلى جانب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، وبهيجة سيمو، مديرة الوثائق الملكية، ومحمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة، وخالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي ، وجامع بيضا مدير أرشيف المغرب، ومحمد الأشعري، روائي وشاعر ووزير الثقافة الأسبق، وعدد من المثقفين والمفكرين إلى جانب شخصيات دبلوماسية، (قال) إن وزارة الثقافة والاتصال حريصة على صيانة المكانة الاعتبارية والثقافية لجائزة المغرب للكتاب، في الذكرى الخمسينية لإحداثها، والتي تميزت في دورتها الحالية، بإدراج ثلاث جوائز فَرعية جديدة ضمن هيكلة الأصناف المُندرِجة فيها، متمثلة في: جائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي، وجائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، وجائزة الكتاب الموجه للأطفال والشباب.
وأكد الأعرج على الأهمية التي يوليها القطاع لتعزيز مكانة الكتاب، بما ينسجم وتوجه الوزارة الرامي إلى دعم الصناعات الثقافية بوجه عام وقطاع النشر بصفة خاصة، وهو الدعم الذي تَدخُل صيغته الجديدة سنَتها الخامسة معزَزة بالتفاعل الإيجابي للفاعلين المهنيين والجمعويين والثقافيين في القطاع الحيوي للكتاب.
إلى ذلك جرى خلال حفل الذي نظمته وزارة الثقافة والاتصال بالمكتبة الوطنية للملكة المغربية بالرباط تسليم جوائز الفائزين بجائزة المغرب للكتاب في نسختها الخمسين، حيث تم تتويج كل من محمد الناصري، عن كتابه «Désirs de ville»، الصادر عن Economie Critique، 2017، ضمن صنف العلوم الإنسانية، وأحمد شراك، عن كتابه “سوسيولوجيا الربيع العربي”، الصادر عن مقاربات، 2017، خالد بلقاسم، عن كتابه “مرايا القراءة”، الصادر عن المركز الثقافي العربي، 2017، أحمد الشارفي، عن كتابه “اللغة واللهجة”، الصادر عن كلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس، 2017، ضمن صنف الدارسات الأدبية واللغوية والفنية.
كما تم تتويج عزيز لمتاوي، عن ترجمة كتاب “نظرية الأجناس الأدبية” لجان ماري شايفر، الصادرة عن دار الأمان، 2017، وسناء الشعيري، عن ترجمة رواية “العاشق الياباني” لإيزابيل ألليندي، الصادرة عن دار الآداب للنشر والتوزيع، 2017، ضمن صنف الترجمة.
وعن صنف السرد، جرى تتويج عبد المجيد سباطة، عن روايته “ساعة الصفر”، الصادرة عن المركز الثقافي العربي، 2017، وعن صنف الشعر صلاح بوسريف، عن ديوانه “رفات جلجامش”، الصادر عن فضاءات للنشر، 2017.
كما سلمت جائزة المغرب للكتاب لكل من عياد ألحيان، عن كتابه « Sa iggura dar illis n tafukt »، 2017، فاضمة فراس، عن كتابها « Askwti n tlkkawt »، الصادر عن Tirra، 2017، ضمن صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي، جمال بوطيب، عن كتابه “حور تشرب الشاي مع القمر”، الصادر عن مقاربات، 2017، بالإضافة إلى خديجة بوكا، عن كتابها « Silence ! On joue »، الصادر عن Bookstore، 2017، ضمن صنف الكتاب الموجة للطفل والشباب.
> محمد توفيق أمزيان
> تصوير: رضوان موسى