أزمة الوداد

تسارع إدارة فريق الوداد البيضاوي الزمن من أجل التعاقد مع مدرب جديد تفاديا لحالة الفراغ الذي تعرفه الإدارة التقنية للفريق الأول، بعدما تيقن الجميع أن الطاقم الفرنسي الذي تم التعاقد معه منذ حوالي شهر فقط بات خارج الخدمة، ولم يعد من الممكن استمراره أمام سلسلة النتائج السلبية التي حصدها الفريق تحت إشرافه.
فالوداد تعيش فترة عصيبة على المستوى النتائج، بعد تعاقب مجموعة من الإخفاقات على أكثر من واجهة، ففي ظرف أقل من شهر ونصف خرج من ثلاث منافسات رسمية، هي عصبة الأبطال الإفريقية أمام وفاق سطيف الجزائري من دور الربع، كأس العرش في نصف النهاية في مواجهة نهضة بركان، وأخيرا كأس زايد للأندية البطال ضد نجم الساحل التونسي من دور الثمن، وهو تسلسل كارثي زج بالفريق الأحمر وسط دوامة من الشك وفقدان الثقة بين جل المكونات.
والغريب أن التخبط التقني تحول منذ سنتين كقاعدة أساسية، أما الاستقرار وإنهاء الموسم بمدرب واحد فقد تحول -للأسف- إلى استثناء يؤكد بالفعل صعوبة الاختيار داخل ناد كبير كالوداد، وهذا ما يفسر السقوط المدوي وسط العاصفة وردود الفعل الغاضبة والمنطقية من طرف فئات واسعة من جمهوره العريض والغيور.
ما تعرفه الوداد حاليا من أزمة نتائج لا علاقة له بالبداية الموافقة الذي حققها خلال انطلاقة الإقصائيات القارية، إذ حقق نتائج جد إيجابية وأبان عن ندية وقتالية وتمرس مكنه من تجاوز كل خصومه بسهولة كبيرة، لكن الأمور انقلبت فجأة رأسا على عقب، وبات التواضع عنوان المرحلة بالبنط العريض.
والمؤكد أن الذهاب المفاجئ لفوزي البنزرتي ساهم بدرجة كبيرة في حالة اللا-استقرار الذي تعرفه حاليا إدارة الوداد التقنية، وتجلى في حالة تخبط غير مقبولة في وقت كان من المفروض أن ينعم فريق كبير كالوداد بالاستقرار التقني الذي يمكنه من المنافسة على أعلى مستوى.
ذهاب البنزرتي وإخفاق البديل المؤقت عبد الهادي السكيتيوي عجل بالتعاقد مع طاقم تقني جديد اختير من المدرسة الفرنسية، وهو اختيار منطقي مبني على القيمة الدولية التي تمثلها هذه المدرسة المعطاء، لكن الأمور لم تسر وفق ما هو مؤمل لتتوالى النكسات في ظرف قياسي، وهو الفريق البطل الذي كان مرشحا للاحتفاظ بالتاج القاري.
الوداد وهي تمر بفترة عصيبة في حاجة إلى الكثير من التروي والحكمة والتعقل من أجل وقف النزيف وتفادي استمرار النتائج السلبية، وهذا يمر عبر الإسراع بالحسم في أمر الطاقم التقني وإخراج تشكيلة المكتب المسير إلى حيز الوجود، وتوضيح الرؤية داخل المنظومة الإدارية وباقي المصالح المسؤولة داخل القلعة الحمراء…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top