تشارك ثمانية دور نشر مغربية، من بين 427 دار نشر من نحو 30 دولة، في الدورة التاسعة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي فتح مؤخرا أبوابه أمام الزوار.
وتأتي مشاركة صانعي الكتاب المغربي، في دورة هذه السنة، التي تنتظم تحت شعار “دوحة المعرفة والوجدان”، بإيقاع أراد المنظمون أن يكون أقوى من سابقاتها، على مستوى حجم ونوع الحضور، ليعطي صورة أقرب تمثيلية عن ملامح صناعة وأساليب التسويق في السوق المغربية المعروفة بهيمنة الكتاب الأكاديمي بجميع تخصصاته، لاسيما المتعلقة منها بالدراسات النقدية والتاريخية.
ويحضر الكتاب المغربي من خلال ثمانية دور نشر وألفي عنوان بمعدل 250 عنوانا لكل دار. تجمع ما بين الكتاب الأكاديمي المرتبط بثمرات البحث الجامعي، وبين التخييل في مجالات الإبداع الأدبي من رواية وشعر ومسرح وغيرها، فضلا عن ألوان من فنون الكتابة حول المعمار والتراث الفني والزخرفة والمتاحف والمعالم التاريخية والسياحية وفنون الخط والديكور، إلى جانب كتاب الطفل في خصوصيته النوعية من الناحيتين التربوية والجمالية.
وأوضح الكاتب العام لاتحاد الناشرين المغاربة، أحمد المرادي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التنوع على مستوى تخصصات وميول كل دار يحمل في ثناياه تنوع النسيج الثقافي المغربي، ويستجيب لأفق انتظار متلق يبحث عن مقاربة وفهم لغنى هذه الثقافة في تعدديتها وتنوعها، مؤكدا في هذا الصدد، أن الكتاب المغربي في هذه الدورة تميز بحضور عددي ونوعي فاق سابقاتها، بتمثيلية شملت أكثر جهات المملكة انخراطا في سوق صناعة الكتاب؛ من طنجة (دار سليكي اخوان) ومن تطوان (دار باب الحكمة)، ومن الرباط (دار التوحيدي) و(دار الأمان) و(دار الحلبي) و(دار أبي رقراق) و(منشورات مرسم)، ومن الدار البيضاء (الدار العالمية للكتاب) و(قطر الندى للنشر والإعلام).
وأعرب المرادي عن أمله في أن يحظى الرواق المغربي بالإقبال المتوقع من قبل المشاركين، لافتا إلى أن الرهان معقود بالأساس على إقبال الأكاديميين والباحثين من مختلف مراكز البحث المتواجدة في الدوحة.
وتعرض دورة هذه السنة، ما يفوق 119 الفا و253 عنوانا، على مساحة تقدر ب 29 ألف متر مربع، في ما اعتبرتها الصحافة المحلية بـ”الأكبر على الإطلاق منذ انطلاقته الأولى في عام 1972″.
ويبلغ عدد دور النشر لأجنحة الكتب العربية 287 ناشرا، بينما تحضر أجنحة كتب الأطفال من خلال 68 دار نشر، إلى جانب 17 دار نشر متخصصة في الوسائل التعليمية، و25 دار نشر تتخصص في الكتب الأجنبية.
وينتظم فضاء العرض من خلال 791 جناحا، بمسالك ومداخل حملت أسماء مبدعين عرب وعالميين، لتيسير جولات الزائرين بين اروقته، في وجود مجالس متناثرة في زواياه مع منصة رئيسية تتوسطه، ستكون مسرحا لشتى الحوارات التي يمكن أن يكون من مواضيعها صناعة الكتاب ومضامين بعض الكتب، إلى جانب لقاءات مع مؤلفين وباحثين ومبدعين في مجالات مختلفة، وجلسات توقيع لبعض الكتب الحديثة الصدور.
وبحسب المنظمين، تشارك إسبانيا للمرة الأولى بدار نشر متخصصة في كتب الأطفال، والأمر نفسه بالنسبة لمشاركة سفارة جمهورية قيرغيزيا لدى الدوحة، بينما تحضر روسيا كضيف شرف، في وقت سجلت فيه الإحصائيات زيادة عدد الناشرين من كل من لبنان والأردن ودول المغرب العربي.
كما يشهد المعرض برمجة ثقافية وفنية مكثفة من حوالي 272 نشاطا ثقافيا وفنيا وترفيهيا؛ يشمل 25 ندوة ثقافية وفكرية و28 ورشة متنوعة المجالات، فضلا عن أمسيات شعرية لنخبة من الشعراء القطريين والعرب، ومسابقات في مجال التصوير الفوتوغرافي الموجه لخدمة نشر الكتب وتحبيب وتيسير القراءة، إلى جانب فضاءات خاصة بعروض لفنانين تشكيليين.
