وزارات، مؤسسات عمومية وهيئات المجتمع المدني، تؤكد أن الشأن البيئى أحد أولويات برامجها

يعد الفضاء الإيكولوجي الذي أقيم على مشارف قصبة الأوداية التاريخية  في إطار فعاليات الاحتفالات العالمية بيوم والبيئة التي تحتضنها العاصمة الرباط، ملتقى لإبراز مدى التزام المغرب وانخراطه في نشر الوعي الجماعي بالأخطار المحدقة بكوكب الأرض في حالة استمرار مختلف السلوكات الضارة بالمنظومة البيئية. وتعكس المشاركة المكثفة لمختلف الوزارات والهيئات العمومية و ولاية الرباط إلى جانب الوكالات التي تعتني بالتنمية وشركات القطاع الخاص العاملة في المجال البيئي وجمعيات المجتمع المدني في هذا الفضاء لعرض تنوع  الخبرات والتجارب التي راكمتها على مستوى المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، إرادة المغرب كبلد يريد أن يجعل الهم البيئي يدخل في صميم اهتمام كل المغاربة بمختلف فئاتهم على اعتبار أن “المحافظة على البيئة شأن يهم الجميع”

فالفضاء الإيكولوجي أراد له المنظمون أن يكون مكانا منفتحا وذلك في توجه يهدف إلى دمقرطة مسألة المحافظة على البيئة على نطاق واسع، وكذا تحسيس وتقريب القضايا الإيكولوجية من اهتمامات عامة الناس.

حينما تلج بوابة الفضاء الإيكلوجي الذي يمتد على مساحة  تقارب  2800 متر مربع، تستقبلك منطقة عبارة عن فضاء في الهواء الطلق خصصت به أجنحة للمنظمات والمؤسسات غير الحكومية، وتم فيها عرض تقنيات الطاقة المتجددة والتي هي عبارة عن ألواح للالتقاط أشعة الشمس، كما تم في المساحة عرض حافلة للنقل تابعة لشركة ستاريو تتوفر على نظام يستجيب للمعايير الإيكولوجية، هذا فضلا عن حافلة مجهزة بآليات لقياس جودة الهواء  تابعة لمؤسسة محمد السادس للبيئة.

أما الفضاء المغطى والذي يضم أجنحة لمختلف الوزارات والمهنيين والمؤسسات العمومية، فقد حاول المنظمون تنبيه الجمهور قبل ولوجه إلى الأخطار التي تحدق بالبيئة، حيث تم تخصيص الممر الذي الفاصل بين الفضاءين لإقامة جناح يظهر الحالة التي سيصبح عليها الكوكب الأزرق في حالة استمرار بعض السلوكات التي تهدد توازن النظام البيئي،ممثلة في انتشار النفايات والتلوث بمختلف أنواعه…

بعد اجتياز هذا الممر، تدخل إلى فضاءات المعرض الذي خصص فيه جناح تفاعلي  يتألف من شاشات كبيرة لعرض مختلف أوجه الطبيعة في المغرب ،والمبادرات التي يتم القيام بها  من أجل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

تأتي بعده  أجنحة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، يتم عبرها تقديم العديد من الجوانب المرتبطة بحماية البيئة، وجناح للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تبرز من خلاله التنوع البيولوجي للمغرب، والمحميات الطبيعية والغابات وطرق الحفاظ عليها، بالإضافة إلى جناح لوكالة الشراكة من أجل التنمية والتي يندرج إحداثها في إطار تنفيذ ميثاق حساب تحدي الألفية الموقع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007

وفي جانب آخر من الفضاء ينتصب جناح وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، مقدما مختلف الأوراش التي يتم إنجازها على مستوى تهيئة هذا المجال، خاصة عبر نقل مطرح النفايات من منطقة الولجة المحاذية لمجرة نهر أبي رقراق نحو مطرح أم عزة، والعمل على تزويد الولاية بوسيلة نقل تحترم المعايير الإيكلوجية ممثل في الطراموي، هذا فضلا عن إحداث ممر تحت أرضي مخصص لمرور السيارات والشاحنات استعملت في إنجازه تقنيات متطورة حتى يتم التمكن من اجتياز منطقة الأوداية  التاريخية دون المساس بمآثرها.

وبمحاذاة هذا الجناح يوجد جناح خاص بالمكتب الوطني للسياحة، وآخر لوزارة الإسكان والتعمير التي أطلقت منذ 13 أبريل وإلى غاية 25 منه سلسلة ندوات تتناول الممارسات الحضرية المثلى والتجديد الحضري ودور وثائق التعمير في الحفاظ على البيئة والبعد البيئي في مدونة التعمير”، وجناح  شاسع لوزارة الداخلية يقدم مختلف البرامج والتدخلات التي تقوم بها الوزارة من أجل اقتصاد الطاقة واقتصاد الماء ومعالجة النفايات والمواكبة الاجتماعية، فعلى مستوى التدخل الاجتماعي يتم تقديم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كنموذج لمقاربة تمكن المغرب من خلالها من إخراج العديد من المناطق والجماعات من وضع التهميش والهشاشة نحو مسار التنمية المستدامة، كما يتم عرض  محاور البرنامج الوطني للتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة والذي يمتد إلى حدود 2020، حيث ينتظر أن يتم عبر تنفيذه استدراك التأخر الحاصل في هذا المجال عبر إنجاز 330 محطة لمعالجة المياه العادمة بـ330 مدينة ومركز.

هذا إلى جانب تحقيق نسبة 80 في المائة للربط بشبكة التطهير في الوسط الحضري وتقليص التلوث بنسبة 60 في المائة على الأقل، حيث من المنتظر أن يستفيد من هذا البرنامج أكثر من 10 ملايين نسمة من الساكنة.

وينتهي الفضاء بجناح للمجلس الجماعي للرباط والذي يتم عبره عرض مختلف المشاريع والمبادرات التي يتم القيام بها محليا من أجل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية.

Top