كل متابع للأحداث الرياضية على الصعيد الوطني، استوقفه بالتأكيد خبران غير عاديين، ويتعلقان بمدربين معروفين يتصدران هذه الأيام عناوين مختلف وسائل الإعلام ووسائط الاتصال.
الخبر الأول له علاقة بما جاء على لسان المدرب الجديد للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، البوسني الأصل والفرنسي الجنسية وحيد خاليلوفيتش، الذي تحدث خلال ندوة صحفية بمراكش عن أمور داخلية تهم أسود الأطلس، كان للأسف مسكوت عنها خلال السنوات الأخيرة.
قال وحيد بصيغة المتيقن أن هناك مجموعة من الممارسات يجب أن تتغير داخل المنتخب المغربي، فبالنسبة له الشيشة ممنوعة بتاتاً، كما يمنع منعا كليا قضاء ساعات الليل الطويلة أمام البلاي ستايشن، وهو بحكم مهنته ليس شرطيا، لكنه حريص كل الحرص على عدد من الأمور وصارم فيها.
وحيد أوضح أنه لن يغير أبدا مبادئه، فالصرامة والانضباط والاحترام أساس العمل، ومرة أخرى فتعاطي الشيشا أو السهر إلى وقت متأخر من الليل أمر مرفوض، ولن يقبل أي تصرف خارج النص، ليختم حديثه بملاحظة مثيرة حول اللاعب نور الدين امرابط المنتقل منذ أكثر من سنة للدوري السعودي ، إذ طالبه بإنقاص الوزن إذا أراد الاستمرار مع المنتخب.
الخبر الثاني يهم الفرنسي هيرفي رونار المدير الفني الجديد للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ويقول هذا الخبر ان المدرب السابق للمنتخب المغربي، منع اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري من استخدام الهواتف داخل المعسكر .
وحسب الصحافة السعودية، فإن رونار يريد الحفاظ على السرية التامة داخل المعسكر، لذلك منع الهواتف أوقات التدريبات والاجتماعات وأوقات تناول الوجبات، وخلال أولى الاجتماعات التي عقدها مع اللاعبين والجهاز الفني والإداري، حث الجميع على الحضور مبكرا للتدريبات و الاجتماعات.
ما يهمنا في رصد الخبرين معا هو أهمية الحرص على الانضباط كأساس العمل وأهمية احترام الشروط المتفق عليها تلقائيا دون أن تكون مدونة أو مكتوبة أو حتى موقع عليها.
ما قاله المدرب وحيد وأصر على عدم تكراره من جديد هو الواقع الذي تحكم في مجريات الأمور داخل المنتخب المغربي لكرة القدم في عهد رونار. هذا الذي أراد مع بداية عهده مع المنتخب السعودي فرض الانضباط ومنع الهواتف النقالة واحترام مسألة التوقيت.
غريب فعلا هذا التناقض في التعامل مع حالتين ليست مختلفتين بل متشابهتين وتهمان منتخبين عربيين تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة ويشرفان على تدريبهما إطارين أجنبيين.
وهنا نستحضر صورة سبق أن تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، للاعب فيصل فجر وهو يشاهد هاتفه المحمول أثناء خوض حصة تدريبية استعداد لمونديال روسيا، الصورة التي وصفت بقلة الانضباط حدثت أمام أعين رونار.
وفي كل معسكرات المنتخب يصر المهدي بنعطية ومعه آخرون على نشر صور شخصية من داخل المعسكر وترديد أغاني وأخذ صور وفيديوهات بواسطة هواتفهم الشخصية خلال كل الحصص التدريبية سواء وسط الملعب أو داخل القاعة، وعندما نبه إلى ذلك مصطفى حجي تعرض لهجوم عنيف وإساءة غير مسبوقة علنية وأمام مختلف وسائل الإعلام المتتبعة لكاس العالم بروسيا من طرف عميد المنتخب يا حسرة.
وفي نفس السياق أصر رونار على التعاقد مع مصور فرنسي خاص بأجر يصل إلى عشرة ملايين سنتيم شهريا شغله الشاغل أخذ صور خاصة، له ولأصدقائه من اللاعبين تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كل هذا، وما خفي أعظم، يظهر إلى أي حد مارس رونار ومن يدور في فلكه من اللاعبين الاستبداد والسيبة دون أن تجرأ الجامعة على التدخل لوضع حد لها، والأسباب معروفة وخارج إرادة إدارة الجامعة نفسها.
ومهمة وحيد الآن هو إصلاح ما أفسده رونار ومن كان معه.
محمد الروحلي