يخوض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم يومه الجمعة، مقابلة إعدادية ضد المنتخب الليبي بالملعب الشرفي بوجدة.
تعتبر هذه المقابلة الثالثة للمدرب الجديد وحيد خاليلوزيتش بعد وديتين ضد النيجر وبوركينافاصو، وهي فرصة أخرى للوقوف على جاهزية العناصر الدولية التي يمكن أن تشكل العمود الفقري للمنتخب المغربي الذي يشهد إعادة البناء في أفق الاستحقاقات القادمة.
والمثير أن إجراء المقابلة بملعب وجدة، يشكل حدثا استثنائيا بالمنطقة الشرقية كلها، إذ تشهد تعبئة خاصة على جميع المستويات، وهناك إقبال كبير على تذاكر المباراة، إلى درجة أن الجامعة أعلنت عن إجراء المباراة بشبابيك مغلقة.
كل هذه المعطيات تؤكد إلى أي حد هناك شغف وتعلق كبير بمباريات المنتخب، والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه في مثل هذه المناسبات الرياضية ذات البعد الوطني، والرواج الذي تخلقه بالمنطقة ككل، وما يمكن أن تخلفه من عائدات في جانبها الاجتماعي والاقتصادي والتسويقي.
من هذا المنطلق، فإن اعتماد اللامركزية بالنسبة للمباريات الدولية للمنتخبات الوطنية بجل الفئات ومن الجنسين، قرار له الكثير من الإيجابيات، ومن المفروض أن يشكل قاعدة في الاختيارات المستقبلية لجامعة كرة القدم.
فالمباريات الكبيرة والهامة للمنتخب الأول الذي يحظى بالأسبقية، تقتضي الحرص على ضمان حضور جماهيري كبير ومؤثر، وهذه الخاصية متوفرة بالمدن الكبرى، وفي مقدمتها جمهور الدار البيضاء وأيضا طنجة والرباط وأكادير ومراكش.
أما باقي الفئات، فهناك ملاعب بمدن أخرى قادرة على احتضان مباريات المحليين والشبان والأولمبيين، وكذلك المنتخب النسوي، والأكثر من ذلك ضمان الإثارة المطلوبة والاهتمام الضروري، مما يشكل حافزا مهما للاعبين، ولجل المكونات من الطاقمين التقني والإداري.
إنها ديمقراطية الحق في متابعة مباريات المنتخبات الوطنية والتعامل على نفس المساواة مع جل المدن المغربية، بما في ذلك الأقاليم الصحراوية المغربية التي أصبحت تتوفر على التجهيزات الضرورية لاستضافة مباريات كيفما كان حجمها، وقد تأكد ذلك خلال إجراء المباراة الاستعراضية بمشاركة نجوم دوليين كبار في مقدمتهم الأسطورة دييغو مارادونا.
بعد أربعين عاما من الغياب، تعود إذن مباريات المنتخب الأول لمدينة وجدة، وهي فرصة لتأكيد هذا الارتباط الوجداني والعشق الكبير والدائم للقميص الوطني.
محمد الروحلي