وأجمعت كل شهادات الفنانين، الذين شاركوا في هذا الحفل، على الإشارة إلى أن الفقيد كان رائدا في مجال السماع والمديح فضلا عن أنه كان يستحق عن جدارة لقب شيخ مداحي ومسمعي ومنشدي المغرب.
واعتبر الفنان عبد السلام الشامي، العضو السابق في اللجنة الوطنية التي قامت بالإشراف على تسجيل مختارات من الموسيقى الأندلسية، أن الفقيد لعب دورا محوريا ضمن هذه اللجنة, من خلال التأكيد على ضرورة احترام الأوركسترات للقواعد بشكل منضبط.
وتوجه للأوركسترات بالقول “يجب أن يحضر بأذهانكم أنكم لا تمثلون هنا جهة دون أخرى، بل المغرب بأكمله، والذي يريد أن يقدم هذه الموسيقى لمجموع عشاق هذا الصنف عبر العالم”.
من جهته، أكد السيد محمد الحراق، الذي تدخل باسم الزاوية الحراقية، أن الشيخ بنمنصور كان صوفيا كبيرا كرس أزيد من نصف قرن من حياته لحب الله وتطوير الموسيقى الأندلسية وفن المديح والسماع، مضيفا أنه قد خلق مدرسة حقيقية تحظى باحترام الجميع.
من جانبه، أكد السيد عبد المجيد الكوهن، باسم مجلس الجماعة الحضرية للمدينة، الجهة المنظمة لهذا الحدث، أن التكريم الذي خصص اليوم للفقيد يعتبر مستحقا، اعتبارا للرعاية التي أولاها دوما للتظاهرات الفنية المنظمة بالعاصمة الروحية للمملكة.
وحظي الفقيد المزداد بالرباط سنة 1926، منذ شبابه، بشرف ملازمة شخصية كبيرة في مجال الصوفية في شخص جده من أمه، شيخ ومقدم الطريقة الحراقية الدرقاوية بالرباط، عبد السلام كديرة، وكذا كبار رواد الموسيقى الأندلسية من قبيل عبد الله الجيراري والشيخ محمد بن مدني حساني.
وكان عبد اللطيف بنمنصور، قد أسهم طيلة مساره بحظ وافر في تجديد عدد من الميازين الأندلسية وإثرائها، وتشذيب عدد من القصائد وتصحيحها، وأبرز للوجود مجموعة من (ميازين الأدراج)، التي لم تكن موجودة في النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية, كما أخرج عددا من الإنشادات التي كانت مفقودة.
ويوجد من بين إصداراته البارزة “الرائية الفارضية في الأمداح النبوية”، المسماة “الكواكب اليوسفية” سنة 1970، و”تهذيب الأذواق في جيمية الشيخ الحراق” سنة 1962، وكذا الإصدار المشهور حول الموسيقى الأندلسية “كناش الحايك”، المسمى بالتطوان.