احتضنت جمعية النخيل للثقافة والفن والتربية بكلميم، مؤخرا، حفلا خصص لقراءة وتوقيع ديوان «نخيل بابل» للشاعر إسماعيل هموني، يتضمن مجموعة من إبداعاته الشعرية. ويقع هذا الديوان، الصادر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، في 88 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم 27 نصا شعريا كتبه الشاعر في مناطق وأماكن متعددة، بالإضافة إلى غلافه المزين بلوحة تشكيلية للفنان العراقي طه سبع.
وتناول الشاعر الزجال رضوان رحالي قراءته لديوان «نخيل بابل» في عنوان «الحيرة بين التوهج والكمون»، من خلال ثلاثية اللغة والمرأة والمكان، مشيرا إلى أن الشاعر طرح ما يقارب 30 سؤالا في ديوانه تجعله والقارئ في حيرة، كلما يحاول معالجتها وأخذها إلى الكمون تزداد توهجا أكثر.
وأوضح أن اللغة التي وظفها الشاعر أداة للسحر والشعر صالحة لكل زمان ومكان وجامعة لكل الألوان، وأنها لغة متملصة ومستعصية على الفهم، لا تمنح للقارئ نفسها بسهولة بل لابد من قراءتها مرات متعددة حتى يتمكن من القبض على معانيها.
وأضاف أنه عندما تتخلى اللغة عن الشاعر يحاول أن يلتمس هذا الكمون والحل في المرأة التي لا يرسم لها ملامح واضحة وإنما يحاول استحضار هذه المرأة الرمز فتتخلى عنه كذلك، وعندما تتخلى عنه اللغة والمرأة يلتمس الحل في المكان الذي يحاول من خلاله أن يستحضر أمكنة للرمز الأمازيغي ذكرها بالاسم وهي (تنجداد وتنغير وقلعة مكونة وسكورة وورزازات).
من جانبه، أكد الشاعر هموني أن ديوانه يشكل تجربة تحاول أن تكون مستقلة على مستوى الكتابة لا تتنكر لماضيها الشعري وأن انتظاراتها تخرج من الإطار المحلي الضيق وتتكلم باللسان المغربي وبالهوية المتعددة ولكن تنتمي إلى أفق واحد هو المغرب العربي الإسلامي.
وأشار إلى أن في ديوانه مزاوجة بين الأمازيغي والعربي بسلاسة طبيعية تشكل اعترافا للتاريخ وتحقيقا وتجذرا للعمق المغربي، مبرزا أن الديوان صوت يجمع صوت الانتماء الحقيقي لعمق المغرب دون أن يكون هناك تحيز لعنصر من العناصر المكونة للتنوع والدلالة المغربية.