يعيش المغرب وعلى غرار باقي دول العالم وضعية استثنائية من جراء تفشي وباء كورونا المستجد، وضعية تتطلب الكثير من اليقظة والتعامل بحزم وجدية، للحيلولة دون انتشار فيروس لا زال الخبراء يبحثون عن الوسائل لمعالجة المصابين واكتشاف لقاح لحماية الأصحاء.
وبعيدا عن أسلوب التهويل، فالأمر يتطلب فعلا أخذ الأمر على محمل الجد، مادامت كل التقارير الطبية على المستوى الدولي تؤكد بأدلة دامغة أن الخطر قائم، إذا لم تحترم الإجراءات الواجب اتخاذها من طرف الجميع.
على هذا الأساس، على الجميع تحمل كامل مسؤولياتهم سواء عن طريق احترام شروط الوقاية، بدء من شخصه أو أفراد عائلته أو المحيط المقرب، وتطبيق صارم للإجراءات التي تصدر عن الأجهزة المؤسسات الوطنية المختصة، وأساسا مصالح وزارة الصحة والسلطات المحلية والجماعات الترابية.
كما أنه وفي ظل هذا الظرف الدقيق الطارئ، لابد من القيام بحملة وطنية توعوية يومية عن طريق وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، وباقي وسائل التواصل الاجتماعي، تسمح بتمرير خطاب واضح يحث المواطنين على الانضباط واحترام شروط الوقاية والتعريف بالأعراض في حالة الإصابة وكذلك سبل العلاج.
وهنا لابد من الاستعانة برموز المجتمع خاصة من الجانب الفني والرياضي للمساهمة في حملة توعوية انطلاقا من سهولة تمرير الخطاب الهادف، عن طريق نجوم الرياضة والفن الذين يتمتعون بوضعية خاصة وسط المجتمع، مع ضرورة فتح المجال أمام كل الشخصيات الوطنية من مختلف القطاعات، مادامت القضية تهم الوطن بكامله.
الوضعية تحتم علينا أن ننجح جميعا ومجتمعين في هذا الاختبار الدقيق، وإعطاء درس في السلوك الحضاري واحترام النظام العام والمساهمة في نشر الوعي، بعيدا عن الفوضى، مع تفعيل مقولة الوقاية خير من العلاج، والأكيد أننا سنتغلب على هذه المحنة بمساهمة الجميع للخروج منتصرين من هذه الأزمة التي تسائلنا جميعا.
فلنكن واعيين بصعوبة الظرف، ولنساهم جميعا في تقوية الوعي بأننا كلنا مسؤولون كل من جانبه…
محمد الروحلي