الإطار الوطني سعيد الصديقي لـبيان اليوم
التحق الإطار الوطني سعيد الصديقي بفريق اتحاد سيدي قاسم عقب إنهاء العقد الذي كان يربطه بفريق يوسفية برشيد، لكن وبعد فترة وجيزة توقفت جميع الأنشطة الرياضية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وعلى غرار جميع المغاربة يعتكف سعيد الصديقي في منزله رفقة أسرته، ويستمر في التواصل مع مكونات الفريق القاسمي في انتظار أخبار سارة في قادم الأيام.
وتمكن سعيد الصديقي من إحراز لقبي البطولة الوطنية وعصبة الأبطال الإفريقية مع فريق الرجاء البيضاوي، قبل أن يقود يوسفية برشيد إلى تحقيق صعود تاريخي لقسم الصفوة.
أين تتواجد حاليا والأنشطة الرياضية موقوفة؟
أنا في البيت مع أسرتي. أتواصل مع فعاليات الفريق والمحيط وأدعو الله أن يرفع عنا الوباء والبلاء في القريب العاجل.
ما هي المدة التي قضيتها في رحلتك الرياضية؟
كانت بدايتي مع الرجاء سنة 1979، وذلك بعد فترة في ملاعب الحي والفضاءات الفارغة في الدار البيضاء، واستمررت في اللعب حتى سنة 1994 ثم تحولت إلى ميدان التدريب بتوصية ودعم الصديق والأخ الإطار الوطني امحمد فاخر.
دخلت ميدان التدريب الذي لم أكن أفكر فيه من قبل عندما كنت لاعبا. قضيت فترة في أمريكا عند اعتزال اللعب ولما عدت نصحني امحمد فاخر بالالتحاق بالتدريب، وعملت بالنصيحة والتوجيه ودخلت الميدان عبر الفئات العمرية الصغرى في الرجاء.
سرت على نهج رواد التربية كالحاج عبد القادر جلال والأب جيكو والعربي الزاولي وبا سالم وغيرهم، كيف ذلك؟
بالفعل هذا اختيار في الحياة، وعندما تحملت مسؤولية التربية والتدريب وجدت نفسي مسؤولا عن الشباب. والواجب يفرض علي التفاني والتضحية ومساعدة اللاعبين وهم من مستويات وشرائح مختلفة.
واللاعب الموهوب ياسين الصالحي واجهته مشاكل في البداية وغادر الملعب، وعملت رفقة الإداري رضوان الطنطاوي على التواصل معه وإعادته إلى التداريب. وتابعنا كيف تألق وبصم مسارا إيجابيا في الرجاء والمنتخب الوطني وما يزال حاضرا في الميدان، ولاعبون آخرون واجهتهم صعوبات وعراقيل وتمكنا من دعمهم ليستمروا ويتعودوا على التحمل وبلوغ الهدف المنشود رياضيا.
كنت ضمن الجيل الذي أحرز للرجاء أول لقب في البطولة الوطنية، جيل أصر على فتح باب ألقاب الدوري للفريق الخضر، ماذا عن هذا الإنجاز؟
نعم، كنت عميد الفريق سنة 1988 حيث تمكننا من الفوز بأول لقب في الدوري الوطني، وحسمنا التتويج بالفوز على الإتحاد القاسمي بملعب العقيد العلام بهدف واحد حمل توقيع صديقي عبد الرحيم الحمراوي اللاعب الكبير والسريع.
وما يزال جمهور سيدي قاسم يتذكر ذلك اللقاء التاريخي الذي أجريناه في الدورة 29. اليوم أدرب اتحاد سيدي قاسم ويحدثني محبو الفريق عن ذلك الإنجاز. كان الحدث مدويا في الرجاء ومدار كرة القدم الوطنية لأن الرجاء التي تعودت على الفرجة والمتعة ورفعت رأسها ودخلت تاريخ ألقاب البطولة من بابه الواسع بالتوقيع على أول إنجاز بفضل جيل من اللاعبين والمؤطرين يقودهم المدرب البرتغالي كابريتا، مكتب مسير طموح إضافة إلى مساهمة كبيرة للجمهور.
في مجال التدريب كنت تحرص على إنجاح مهمتك، كيف حققت الصعود مع فريق يوسفية برشيد؟
في فترة سابقة سنة 2010 أشرفت على تدريب يوسفية برشيد وكنا على مرمى حجر من تحقيق الصعود وأضعنا الإنجاز. كنا ننافس النادي المكناسي واتحاد الخميسات واتحاد أيت ملول وغيرهم ممن تصارعوا في ذاك الموسم حتى النهاية. أتذكر أننا انهزمنا أمام اتحاد تمارة وتخلفنا عن السباق.
في سنة 2014 عدت من جديد إلى برشيد وتعذر علينا بلوغ المطلوب، لكن في التجربة الموالية سنة 2017 كانت الثالثة ثابتة وأشكر رئيس الفريق الحاج نور الدين البيضي على الثقة التي منحني وكذا الدعم والتعاون وكل من ساعد على تحقيق الإنجاز التاريخي المتمثل في الصعود لأول مرة ليوسفية برشيد إلى قسم الكبار. لا أخفيكم أن هدف الصعود سطرناه بيننا لننقل الفريق إلى القسم الأول. الحمد لله بصمنا على موسم رائع أنهينا بطولة القسم الثاني في المركز الثاني برصيد 56 نقطة، وأسعدنا بذلك ساكنة المدينة.
ما هي أجمل ذكرى في مسارك الكروي؟
الذكريات الجميلة كثيرة، وأفضل موسم عشته كان سنة 1983 عندما كان المدرب حمان يشرف على تأطيرنا في الرجاء، و توفر لدينا أفضل خط وسط ميدان في المغرب، كسعيد الصديقي ومصطفى الحداوي وإدريس عشا. وعبد الحق السوادي ورشيد الحريري وعبد الرحيم حمراوي إضافة إلى فتحي في الهجوم،وذاك الموسم كان استثنائيا بالنسبة إلي.
ومن الذكريات أيضا المباراة الأولى التي شاركت فيها ضمن تشكيلة الرجاء في مواجهة النادي القنيطري بلاعبيه الكبار يدرب هم الراحل بوشعيب الغالمي في ملعب الأب جيكو، بحضور مدرب المنتخب الوطني آنذاك جوست فونتين ومساعديه حمادي حميدوش ومحمد جبران. كنت قد وقعت للرجاء يوم الثلاثاء وتدربت يومي الخميس والجمعة وفي الأحد الموالي تلقيت دعوة المنتخب وذاك يوم كبير في حياتي. وذكرى أخرى جميلة تتمثل في فوز الرجاء بلقب كأس العرش 1982 ثم الذكرى الكبيرة سنة 1988 بفوز الرجاء بأول لقب في البطولة وقدمت مردودا فنيا مميزا طيلة الموسم رفقة امحمد نجمي ومديح وفتحي جمال وعبد الرحيم وحسن موحيد … وتم ذلك بفضل الانسجام والتعاون والرغبة في التألق. فزنا بأول لقب في البطولة وكأس إفريقيا. هذا تاريخ رائع ومحطة هامة في تاريخ النادي.
كلمة أخيرة …
أطلب من الجميع البقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة لأن الوضع خطير جراء وباء فيروس كورونا. أنا سعيد بالجهود المبذولة من طرف الدولة وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس في مواجهة هذه الجائحة، وعلينا الالتزام بشروط الوقاية حتى نجتاز المحنة بسلام.
حاوره: محمد أبو سهل