لن تنسى كرة القدم المغربية جيل المنتخب الوطني للشبان لسنة 2005، والذي تألق بقوة في كأس العالم بهولندا وبلغ دور نصف النهائي موقعا على إنجاز تاريخي غير مسبوق مع المدرب فتحي جمال ولاعبين نادرا ما يجود الزمان بمثلهم كأمين بورقادي وسعد فتاح وطارق بندامو وعبد السلام بنجلون ومحسن ياجور رضا الله دوليزال وياسين زوشو والشيحي وتيبيركانين ويوسف رابح وكريم الأحمدي والقنطاري والعمراني وبنعطية المهدي. ومن هؤلاء اللاعبين الذين برزوا وتألقوا في هذه المحطة لكنهم لم يحظوا بالاهتمام اللائق ليستمروا وتوقف الحلم وضاع جيل جل عناصره توقفت عن الممارسة، وفي هذا الإطار اتصلنا باللاعب رضا الله دوليزال وأجرينا معه الاستجواب التالي:
< أين تستقر حاليا، و كيف تعيش الحجر الصحي؟
> أنا الآن في واشنطن بأمريكا منذ تسع سنوات وأعيش فترة الحجر الصحي في البيت وأنتظر تخلص العالم من فيروس كورونا. وأتمنى أن يكون بلدي المغرب بخير.
< أنت مرتبط كالعادة بكرة القدم؟
> بالفعل كرة القدم هي مجالي وحياتي وأشتغل في أكاديمية لكرة القدم وأشرف على فريقين لفئتي الصغار والفتيان وموازاة لذلك ألعب لفريق الكبار وأخضع للتكوين في التدريب.
< كيف كان مسارك الكروي؟
> كانت بدايتي في فريق الوداد البيضاوي حيث تدرجت عبر مختلف الفئات العمرية وحملت قميص فريق الكوكب المراكشي في موسم واحد وبذلك عشت تجربة مع فريقين. الوداد الذي ترعرعت وتكونت في حضنه والكوكب لعبت معه في فترة وجيزة. الحمد لله كنت ضمن جيل من المواهب كبلخضر والترابي وسكومة وزيدون..
< تبقى أهم محطة بالنسبة إليك ولكرة القدم المغربية هي كأس العالم للشباب بهولندا سنة 2005، أليس كذلك؟
> نعم لاعبو المنتخب الوطني للشبان في تلك الفترة حققوا نتائج مستحقة وأدوا الواجب، وذلك بفضل تجمعات تدريبية استمرت أكثر من ثلاث سنوات بالمركز الوطني للرياضة بالمعمورة في كل أسبوع من الإثنين إلى الجمعة. الحقيقة أنه جيل مميز في مسار كرة القدم الوطنية. هذه التجمعات مكنتنا من كسب اللياقة البدنية انضافت إلى الرصيد التقني والتكتيكي وما لدينا من أدوات ومهارات، وتوفرت لنا الإمكانيات الضرورية للتكوين وانعكس ذلك على مردود منتخبنا في المونديال. أجرينا أيضا مباريات ودية ودوريات قدمنا فيها مردودا جيدا أمام منتخبات هولندا وإيطاليا وإنجلترا وكولومبيا والأرجنتين …
< وفي منافسات كأس العالم بهولندا؟
> في المباراة الأولى انهزمنا أمام منتخب إسبانيا بنتيجة 1-3 وسجلت هدفا، وفي اللقاء الثاني هزمنا منتخب الهوندوراس بنتيجة 5-0 وانتصرنا على منتخب الشيلي بنتيجة 1-0 وفي دور الثمن أقصينا منتخب اليابان بنتيجة 1-0، ثم أقصينا منتخب إيطاليا بضربات الترجيح بعد التعادل في عمر اللقاء 2-2. وأنا أتحدث عن هذا الحدث وكأنه بالأمس. ذكريات جميلة لا تعوض. بلغنا نصف النهائي لكن عند العودة من كأس العالم لم نجد ما نستحق من الاهتمام.
< في هذه الدورة كان معكم ليونيل ميسي الذي توج أحسن لاعب وهداف الدورة بستة أهداف ولاعبون آخرون إستمروا في وقت توقف جل لاعبينا؟
> بالفعل .. واجهنا منتخب إسبانيا وضمن تشكيلته نجوم اليوم كفابريغاس ودافيد سيلڤا ولورينتي ومواهب أخرى في منتخبات الشيلي والأرجنتين واليابان وغيرهم. تفوقنا وتألقنا وكان بإمكاننا تجاوز دور النصف لولا بعض الأخطاء وخاصة في المباراة الأولى أمام منتخب إسبانيا.
< ما هي رسالتك الآن؟
> لن أوجه رسالة إلى الأمس وأرى أن كرة القدم تتحسن اليوم وتتطور ولو توفر جيل 2005 في الحاضر لحقق الأفضل في ظروف أحسن وبدون تهميش. بعد المشاركة المثيرة في المونديال لم نحظ بالاهتمام المناسب من لدن الأندية والجامعة لكن للأسف “ما كان والو”. ياجور وفتاح غادرا إلى سويسرا و شخصيا إنتقلت إلى قبرص وتشتتت المجموعة وهي نفسها التي تألقت في كأس إفريقيا قبل المونديال. أعتقد لو لقيت تلك المجموعة الأجواء الملائمة والاعتناء المناسب لأمكن الاعتماد عليها في بناء منتخب الكبار وتحقيق أرقى النتائج، لكن للأسف حدث العكس. لاعبون من جيلنا في المنتخبات الأخرى حاضرون اليوم بقوة في عالم كرة القدم.
< حاوره: محمد أبو سهل