ساعات قبل خوض فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم مباراته أمام حسنية أكادير، برسم لقاءات الدورة الحادية عشرة من بطولة القسم الأول، أعلن المدرب جمال السلامي عن عدم تراجعه عن الاستقالة، وتمسكه بالقرار الذي اتخذه قبل مباراة بيراميدز المصري في كأس الاتحاد الإفريقي.
تم تعويض السلامي، خلال هذه المباراة ضد الفريق السوسي، بكل من محمد البكاري وهشام أبو شروان، وانتهت بهزيمة الرجاء بهدف لصفر، مع الإشارة إلى أن الضيوف لعبوا منقوصي العدد بعد طرد جديد للعميد ياسين الرامي.
بهذه الاستقالة التي كانت مطلبا ملحا لفئات واسعة من الجمهور الرجاوي، طويت إذن صفحة جمال السلامي، لتفتح أخرى لا أحد يعرف كيف ستكون؟ ومع من؟ ولصالح من؟
علامات استفهام كثيرة أصبحت تطرح حول هذا النادي العريق، صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة، والإنجازات المشرفة، وبعد السلامي هناك مطالب أخرى منها رحيل المكتب المسير، وابتعاد ما يسمى بالحكماء عن محيط النادي، والكف كليا عن تدخل الرؤساء السابقين في شؤونه وقضاياه.
وحين يخص بالذكر الرؤساء السابقين، فهناك استثناءات، إذ أن الأصوات المطالبة بهذا التغيير الجذري، لا تتحدث عن محمد بودريقة، بل هناك من يصفه بالمنقذ والبطل المغوار، مع أن كل الدلائل والمعطيات تؤكد بالملموس، أنه هو من قاد الرجاء نحو الإفلاس الحقيقي، وبعد هروبه الكبير، وتخليه عن الرئاسة، ينصب نفسه حاليا كمدافع “شرس” عن مصالح النادي.
هؤلاء “المعارضون” الذين سبق أن “بهدلوا” سعيد حسبان ظلما وعدوانا، وهو الذي تحمل المسؤولية في ظرف صعب، خلفا للهارب بودريقة، فجأة تحول إلى رجل كل المراحل، ورئيس نموذجي، بل مثالي، وكل هذا التضارب في المواقف والآراء، لا يعود إلى سوء فهم، أو خطأ في التقدير، بل إلى تسيير من جهة مغرضة تحرك الأمور عن بعد، والرجاويون الحقيقيون يعرفون هذه الجهة، ونوايا أصحابها.
المؤكد أن مشكل الرجاء لا يكمن في المدرب، لأن الأزمة أعمق وأصعب، فحصيلة السلامي على المستوى التقني، ليست سيئة كما تحاول بعض الجهات الترويج لذلك، ولأسباب لا تخفى على أحد، وهو الآن يؤدي ضريبة الصراعات والتطاحنات، وحرب المكيدات وتحويل النادي إلى وسيلة لتحقيق المصالح، سواء أكانت مادية أو انتخابية أو شعبوية مريضة، أو بحث عن مناصب.
وفي الأخير لا نملك إلا أن نقول: “لك الله يا رجاء…”
>محمد الروحلي