إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.
< إعداد: محمد الصفى
الحلقة 15
الشاعر عزيز بنسعد والتشكيلي خالد الإسماعيلي
خالد الاسماعيلي فنان تشكيلي و نحاث عصامي من مواليد 1976 بمدينة آزمور، هوى الرسم منذ مرحلة الابتدائي ليتعمق في خباياه و أغواره خالقا لنفسه مرسما و بصمة خاصة به في عالم التشكيل، يستعمل جميع أنواع الصباغة و كل ما له علاقة بالرسم و كذا النحث على الخشب أو غيره، شارك في عدد من المعارض الجماعية حيث نال استحسان كبار التشكيليين.
“عين اللوح”
هْرَبْنَا للمْدَادْ
ؤحْصَلْنَا في الْمَكْتُوبْ
حِيثْ ما لقيناش فيك يا لبلاد الْمَرْكُوبْ
الِّلي يْوَصَّلْنَا ،
حْتَى لْبَابْ لَقْصِيدَة ..!
شحال من قصيدة
هي ماتت في لخيال ..
وذبال زهر لحصيدة
اللي في البال
قنات للسجية مصيدة
بزغب لكبال ..
وفتلات ليَّا
من ظفاير الصبر حبال .
وَشْمَتْ هنا
بين كتافْ بْيَاضْ الْوَرْقَة سْطَرْ ..
وحشمت تشوف لمداد
سايل من عين المعنى يڭطر ..!
كُونْ كَدْنِي
تِيسَاعْ خَاطَرْ هَاذْ الْبِيتْ ..
نَسْتَرْ بالْمْدَادْ
عَرَاضْ هَاذْ الُكْلِيمَة بِقْصِيدَة .
نَسْقِي حْوَاضْ حْرُوفْ الزِّينْ كِحَبِّيتْ ..
يْنُوضْ الرْبِيعْ وْمَنْ الزْهَرْ
تْسَبَّلْ لَحْصِيدَة .
شْكُونْ قَالْ يْدِيعْ
وْيَسْتَرْنَا جْمِيعْ الْغَّيْثْ ..
وْيَا رِيتْ
نْعَتْقُو الرُّوحْ
منْ فَخّْ لَمْصِيدَة .
وْطَلِّيتْ منْ شَرْجَمْ السْجِيَّة
آشْ لْقِيتْ ..؟
كَلْمَة سَارْحَة بِيَّا
وْلَمْعَانِي مَبْلِيَّة بالصَّيْدَة .
حَدِّي دَلِّيتْ لَخْوَامِي
علَى شْرَاجَمْ ايَّامِي الِّلي نَكْسَابْ .
بْكِيتْ عْوَامِي
وَشْكِيتْ علْ الدْوَّامْ
حَتَّى وَفَّيتْ حْسَابْ
وْالشَّاهَدْ فِي كْلَامِي
قْطَعْتْ منْ فُمَّكْ مْلَامِي
ايلَا تَسْحَابْ
هْبَاتْ الشَّمْعَة فِي مْقَامِي
وْعَشَّشْ ظْلَامِي بِينْ السْحَابْ .
مكَواها حروف الزين
ما جمعات الرْحيل ..
حتى خلاّت مداد الدواية يسيل .
وكانت النية باغا الدموع تحيل ..
والعشية
تبكيهم في خاطر هاذ بالليل .
باش نكتبني هي ،
محتاجة ليا
نكون شمعة مضوية لَمْداد .
ويلا عينها فيا
نكون دمعة
طايحة على خدودك يا لبلاد .
مكَواها لحروف ..
وهي طالعة من الجوف ..
زرعت بين السطور
مطيرة للرهبة والخوف .
والباقي معروف ..
اوراق بيضا
والمعنى مسكوف ..
وبقات
عين لمداد فايضة
على قد حد الشوف .
عزيز بنسعيد