وافق المكتب المسير لنادي الرجاء البيضاوي على انتقال اللاعب سفيان رحيمي إلى العين الإماراتي، حيث تم حسم الجدل بين المسيرين اللذين اختلفوا حول القرار خاصة وأن البعض نادى بالاحتفاظ باللاعب سفيان لمستواه المميز، وقوة حضوره في تركيبة النادي.
وقد وجد مكتب الرجاء مرغما للترخيص لسفيان بالرحيل نزولا عند رغبته، لأنه أعلن إصراره على مغادرة الرجاء، وأنه لن يستمر في حال رفض انتقاله، وعبر عن استعداده للتنازل عن مستحقاته المتأخرة لدى الرجاء و قيمتها 400 مليون سنتيم.
وعصر يوم الأحد الماضي، تم الحسم في الموضوع وموافقة المكتب المسير على الترخيص بانتقال سفيان ومغادرته عقب المشاركة في نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.
وهكذا يغادر سفيان رحيمي فريقه الرجاء، بعد رحلة دامت ثلاثة سنوات فقط ساهم فيها في إحراز أربعة ألقاب، كما توج بألقاب شخصية، وبذلك يكون سفيان نموذج اللاعب الذي تكون في حضن الفريق وأفاد واستفاد، حيث ساهم في تحقيق نتائج إيجابية مكنت الرجاء من كسب لقب البطولة 2020 ولقبين في كأس الكاف في 2018 و2021 وكأس السوبر الإفريقي 2019، إضافة إلى كأس أمم إفريقيا للمحليين مع المنتخب الوطني في 2021.
ويختم سفيان الرحلة مع الرجاء بضخ ربح مادي في خزينته بقيمة ثلاثة ملايير سنتيم مع تنازله عن مستحقاته المالية العالقة، وقيمتها 400 مليون سنتيم والأرقام تؤكد أن الصفقة مربحة ماليا ورياضيا.
ويعتبر سفيان من مواليد ثاني يونيو 1996 في سكن بمقر النادي، ووالده الحاج محمد رحيمي “يوعري”، ارتبط بالرجاء مكلفا بالأمتعة لمدة تجاوزت نصف قرن من الزمان، وفتح سفيان على غرار إخوته واستنشق أولى النفحات في ملعب الرجاء، في فضاء الرياضة وسط الجمهور واللاعبين والمسيرين والمؤطرين.
و كان في البداية، يرافق والده في الحصص التدريبية ويقترب من اللاعبين والمدربين من بينهم سعيد الدغاي كما كان معجبا باللاعب عمر النجاري، ثم التحق بمدرسة النادي وتعاقب على تأطيره مجموعة من المؤطرين من بينهم غزلي عبد الإله، وزراف عبد الغني، أوستاذ، وريمي الزيتوني، وعبد الحق السوادي ورضوان حجري.
وفي موسم 2017 – 2018، انتقل مضطرا إلى فريق نجم الشباب البيضاوي معارا وتألق تحت إشراف المدرب نور الدين حراف الذي وجهه ليشغل مركز فلب الهجوم وجعله يشارك في 28 مباراة وسجل 15 هدفا، وبمبادرة من والده الحاج محمد يوعري وبموافقة رئيس نجم الشباب البيضاوي وبدعم المدرب فتحي جمال وكذا محمد عبد العليم “بينيني”، عاد سفيان إلى الرجاء بالرغم من سلوكات حاولت حرمانه من حلم حمل قميص الرجاء.
وتابع الجميع كيف فجر الولد موهبته وقد وجد ضالته المنشودة وهو ينعم بدفء جمهور تابعه من الولادة والنمو والتوهج باعتباره ابنا شرعيا للرجاء.
ولد رحيمي في بيت الرجاء ودافع عن قميص النادي، وخلال ثلاثة سنوات سجل حضورا وازنا في الدوري الاحترافي الوطني وفي التنافس القاري، وتوج في عدة مناسبات أفضل لاعب في مباريات و هدافا لـ “الشان” بـ 5 أهداف في دورة الكاميرون.
ومكنه مستواه الفني والتربوي والاجتماعي وروحه الرياضية من كسب ثقة واهتمام مدربيه رشيد الطاوسي وغاريدو وباتريس كارتيرون وجمال السلامي ولسعد شابي والحسين عموتة ووحيد خاليلوزيتش.
وجعل لنفسه مكانا في الفريق والمنتخب الوطني الأول والرديف وكذا المنتخب القاري، وذلك لتفرده بمؤهلاته البدنية والذهنية وبأدواته التقنية و التاكتيكية وسخائه في البذل والعطاء والجهد وسط المجموعة، وهي عوامل جعلت جماهير الرجاء ترى في ابتعاده خسارة رغم ما يضخ من ربح مالي للنادي.
ويغادر سفيان الرجاء ويبقى نموذج اللاعب الذي تكون في المؤسسة، ترعرع وتألق وحفر اسمه وساهم في توهج النادي وإسعاد مكوناته..
سفيان راحيمي نجم آخر من رحم الرجاء، نجم يؤكد أن الرجاء ولادة رغم الأزمة…
محمد أبوسهل