درس في الديمقراطية

يعقد فريق الرجاء الرياضي البيضاوي فرع كرة القدم، يومه الأربعاء، بإحدى فنادق العاصمة الاقتصادية، جمعه العام الخاص بالموسمين الرياضيين 2019/2020 و2020/2021.
وحددت إدارة الفريق الأخضر، في بلاغ خاص، جدول الأعمال الذي ستكون من أبرز نقاطه مناقشة التقرير المالي، والاطلاع على تقرير مراقب المحاسبات، وتحديد سومة الانخراط، ومنح الكلمة لوكلاء اللوائح المترشحة لرئاسة النادى، مع احترام تام للشروط التي تفرضها السلطات بخصوص جواز التلقيح او تحليل فحص كوفيد.
ويتقدم ثلاثة مرشحين بثلاث لوائح أمام برلمان الفريق الأخضر، قصد اختيار من يرونه الأفضل لقيادة النادي في المرحلة القادمة، ويتعلق الأمر بكل من أنس محفوظ، وجمال الدين الخلفاوي، ورضوان الرامي.
وقد استوفى المرشحون الثلاثة كل المراحل المطلوبة، بدء من عملية وضع الترشيح باللائحة، وفق الآجال القانونية المحددة، وتقديم الخطوط العريضة للبرنامج معززا بشروحات ضافية، سواء في حضور المنخرطين، أو عبر منتديات مباشرة بوسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق بعض وسائل الإعلام.
وليست هذه المرة الأولى التي يتقدم فيها ثلاثة مرشحين للمنافسة على رئاسة الرجاء، لكن لأول مرة يكون الصراع بهذا الزخم الفكري والأدبي، وبهذا البعد الديمقراطي، وذلك من خلال تنافس البرامج والمشاريع والأفكار، والسعي لاستمالة أعضاء برلمان الفريق من خلال تقديم ومناقشة وشرح، برامج يرونها قادرة على خدمة النادي الذي ينتمون له.
هذا هو المطلوب، وهكذا نتمنى أن تمر باقي الجموع العامة لكل التنظيمات الرياضية، سواء أندية أو عصب وجامعات في كل الأنواع الرياضية، وصولا إلى اللجنة الأولمبية الوطنية.
إنه صراحة درس في الديمقراطية يقدمه نادي الرجاء الرياضي البيضاوي للرأي العام الوطني، فكثيرا ما طالبنا بأن تتحول الجموع العامة إلى فرصة للتنافس عبر المشاريع والبرامج، والمعطيات الملموسة، بعيدا عن كل أساليب المبالغة والشعبوية الزائدة، والوعود غير قابلة للتطبيق، والمشاريع الفارغة، والسعي عادة لطبخ الجموع العامة، وتوجيه نتائجها، عن طريق شراء ضمائر بعض المنخرطين، ولو على حساب مصلحة النادي.
أما نادي الرجاء فيقدم حاليا أسلوبا مغايرا في طريقة عقد الجموع العامة، وطبيعي أن يصوت منخرطوه على من يرونه مؤهلا لقيادته، خاصة وأن الرجاء تمر بمرحلة صعبة من تاريخها، تعصف بها أزمة مالية خانقة. صحيح أنها عرفت بعض الانفراج، بفضل المداخيل المالية المهمة التي تحصلت عليها الموسم الماضي، إلا أنها لازالت في حاجة إلى بذل مجهود كبير ، حتى تتمكن من الخروج كليا من الأزمة الطاحنة التي تعصف بها، بسبب أخطاء أحد الرؤساء، الكل يعرف الكوارث التي ارتكبت في عهده.
نعود ونقول إن الرجاء تقدم من خلال جمعها العام الذي سيعقد اليوم، درسا بليغا في الديمقراطية، درس غير مسبوق على الصعيد الوطني، والمطلوب هو أن يحافظ الجميع أثناء الأشغال هذا الجمع، على الهدوء والابتعاد عن التجريح اللفظي والإساءة الشخصية، وأن يكون الاحتكام للإقناع وأسلوب الحوار، وصراع الأفكار…

>محمد الروحلي

Related posts

Top