تفجرت على بعد أسابيع معدودة من موعد، المواجهة المزدوجة التي ستجمع الشهر القادم، الفريق الوطني المغربي لكرة القدم ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، المؤهلة لمونديال قطر 2022، تداعيات وخلافات وحرب تصريحات، لا تخدم نهائيا مصلحة فريق مقبل على موعد حاسم.
والأكيد أن هناك أسبابا رئيسية وراء كل هذا اللغط، المحيط بالمنتخب المغربي من مختلف الجوانب، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب، التصريحات غير المسؤولة للمدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي لا يتردد نهائيا في إثارة صراعات وخلافات، وردود أفعال على أكثر من صعيد.
فمنذ تعاقده مع جامعة كرة القدم، قبل سنتين ونصف، تعودنا على إثارة مشاكل لا حصر لها، وعاد بداية هذا الشهر لتكرار نفس السلوك غير السوي، سواء عن قصد أو دونه، كما حدث مباشرة بعد اللقاء الإعلامي الأخير، والنتيجة سخط عارم على هذا الإطار الأجنبي، المعروف بكثرة مشاكله مع كل المنتخبات التي تحمل فيها، مسؤولية الإشراف التقني.
في الجزائر، واليابان كما في كوت ديفوار، لم ينعم وحيد بالاستقرار المطلوب، وجاء للمغرب بنفس العقلية الصدامية، في تعامل غير احترافي تماما، اتجاه اللاعبين، وخاصة البارزين منهم.
خلال الندوة الأخيرة، كان الموضوع مناقشة تداعيات الإقصاء من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة ضد منتخب مصر، إلا أن صاحبنا المزاجي والعنيد، فضل كعادته تفجير ملفين شائكين، الأول يتعلق بحالة حكيم زياش، والثانية تهم الملف القديم/الجديد عبد الرزاق حمد الله.
وأمام كل ما قاله وحيد، لم يتأخر رد اللاعبين، زياش أعلن اعتزاله دوليا، وحمد الله، رد مكذبا كل ما جاء في حقه، في انتظار ما يمكن أن يصدر عن نصير مزراوي، ويوسف العربي وأمين حاريث ويونس بلهندة، وغيرهم من اللاعبين الذين يشملهم قرار الإبعاد عن صفوف المنتخب.
إنه واقع مؤسف حقيقة، فعوض أن يسود الهدوء محيط «أسود الأطلس»، نلاحظ أن العكس هو الحاصل تماما، حيث يعم اللغط، وحرب التصريحات والاتهامات، وردود الفعل الساخطة والمنتقدة.
وضع غير صحي وغير سليم، يفرض على إدارة الجامعة التدخل قصد وقف نزيف، يؤثر على كل مكونات مؤسسة المنتخب التي يهم مصيرها كل الأوساط الرياضية، وحتى غير الرياضية، وانطلاقا من هذه الأهمية الاستثنائية، من ضروري تدخل فوزي لقجع، بحكم أنه رئيس الجامعة، وثانيا رئيس لجنة المنتخبات، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يخدم بتاتا مصلحة فريق وطني تنتظره تحديات كثيرة، واستحقاقات مصيرية.
محمد الروحلي