بعدما سادت حالة من الترقب والانتظار الأوساط الرجاوية خلال الأسابيع الماضية، اتخذ المكتب المسير للفريق الأخضر، أخيرا قراره بالانفصال عن المدرب البلجيكي مارك فيلموتس.
جاء القرار بعد أن مارس الجمهور الرجاوي في المدة الأخيرة، ضغوطات كبيرة على إدارة الفريق من أجل فك الارتباط مع هذا الإطار البلجيكي الذي لم يمر على التعاقد معه سوى شهرين فقط، والسبب تراجع الأداء، وسوء التوظيف، وإهدار النقط بمنافسات البطولة الوطنية.
وبالرغم من الهالة الإعلامية التي صاحبت التعاقد مع فيلموتس، واعتقاد الرئيس أنيس محفوظ، أن الاختيار كان صحيحا، إلى درجة أنه قال للصحافة خلال مناسبة التقديم، إن اختيار جاء بناء على معايير موضوعية وأخرى ذاتية، تتجلى في مسيرته التدريبية وخبرته، بالرغم من أنه مدرب بدون ألقاب، إلا أنه -حسب تعبيره- نجح في بلوغ ربع نهائي كأس العالم وهذا كاف، وليس أي مدرب بإمكانه قيادة الرجاء.
إلا أنه بعد شهرين فقط، تبين أن الاختيار كان خاطئا، وأن كل ما قاله أنيس مجرد كلام للاستهلاك، يفتقد للدقة في الاختبار والوضوح في المنهجية، المفروض أن تبنى على أساس الدراية والخبرة الميدانية، وليس تصديق كل ما يدون بالسير الذاتية.
هكذا يتبين أيضا أن تغيير المدرب التونسي لسعد الشابي بسرعة كبيرة، كان قرارا خاطئا مائة في المائة، بني على أساس شعبوي وانسياق أعمى وراء مطالب عادة ما تطغى عليها المزاجية والانفعالات اللحظية، وكثيرا من الشعبوية ، مع أن روح المسؤولية تتطلب الرزانة والتروي والحكمة، وعدم الانسياق وراء الرغبات والأهواء والضغوطات المبنية على حسابات شخصية، ليس إلا…
فالمدرب التونسي فاز بلقبي البطولة وكأس الاتحاد الإفريقي، في ظرف ستة أشهر، بالرغم من الظروف الصعبة التي أشرف خلالها عن الإدارة التقنية للفريق، إلا أنه تمكن من تحقيق نتائج توصف بالايجابية، وفي حدود الإمكانيات المتاحة.
الآن، وبعد الوصول إلى قناعة تامة، بأن فيلموتس ليس هو المدرب القادر على قيادة الفريق الأخضر نحو تحقيق المزيد من البطولات والألقاب، وجد الرئيس نفسه وسط دوامة حقيقية، تتجلى في بنود عقد صيغت بالطريقة التي تضمن كافة الحقوق التي ينص عليه العقد، هذا العقد الذي أشرفت عليه وكيلة أعماله، والتي هي في نفس الوقت زوجته المصونة.
وقبل مفاتحة المدرب البلجيكي في تفاصيل فسخ العقد، وهو العائد بفوز ثمين من قلب الجزائر، على حساب وفاق سطيف، كان هناك شرط جزائي، يتضمنه العقد، وهو ما يثير حتى اللحظة، مخاوف محفوظ ومن معه، في ظل الغموض الذي يحيط بالتفاصيل المالية المتفق عليها، في حالة فسخ العقد.
والأكيد أن لسان مسؤولي الفريق الأخضر قال للرئيس «فكها يا من وحلتيها…»، فالجمهور الرجاوي ضغط بقوة من أجل فسخ العقد، مع مدرب لم يظهر أية كفاءة تستحق الذكر، علما أن عقده تضمن شروط مالية كبيرة لفسخه، في وقت يعلم الكل أن ميزانية الفريق الضعيفة أصلا، لا يمكن أن تتحمل مصاريف إضافية…
هي ورطة حقيقية تؤكد أن الرجاء النادي المرجعي، ضحية قرارات يمكن نعتها بدون أي تحفظ بـ «لعب الدراري…».
محمد الروحلي