جرى مؤخرا بمتحف ايف سان لوران بمراكش، تقديم أعمال الطوبوغرافي الفرنسي تيوفيل جان دولاي، لوفد صحافي يمثل عددا من المنابر الإعلامية الوطنية والمحلية، وهي الأعمال التي يتضمنها المعرض المقام بقاعة العروض المؤقتة بالمتحف إلى غاية 15 يناير 2023.
ويحتفي هذا المعرض، المنظم بشراكة مع متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية
بضابط الخرائط تيوفيل جان دولاي، الذي تحو ل إلى أبرز جغرافي في تاريخ المغرب، حيث جاب منذ عام 1924 العديد من المناطق المغربية، بهدف رسم خارطة للعديد من الأماكن.
وكانت تلك الجولات وراء إنتاج فني غزير في مجال الرسم والتشكيل، حيث كانت تلك المناطق لا تزال من دون تخطيط طوبوغرافي، بسبب وعورتها. وكان دولاي أحد رواد رسم الخرائط، من خلال التصوير من الجو، وأنجز أول خريطة سنة 1925.
عبر مدير المتاحف بمؤسسة حدائق ماجوريل، أليكسيس سورنين، في تصريح للصحافة، عن سعادته بافتتاح هذا المعرض، الذي يحتفي بأحد المؤرخين وضباط الخرائط الذي استقر في المغرب لازيد من ثلاثين سنة، حيث مثلت أعماله بالنسبة للمغرب والعالم، إنجازا معرفيا كبيرا.
وأشار اليكسيس إلى “أن هذا المعرض يشكل مناسبة لاكتشاف وإعادة اكتشاف بعض المناطق القروية عبر أعمال دولاي المتمثلة في إنجازاته العلمية والفنية التي وثقها في مئات الرسومات والمنشورات”.
من جهتها، أوضحت ميراي جاكوتين أمينة التراث ورئيسة مركز “الحياة العامة” في متحف الحضارات أوروبا بمارسيليا، في تصريح مماثل، أن “الهدف الرئيسي من تنظيم هذا المعرض بمراكش هو إبراز تعلق و شغف المؤرخ تيوفيل جان دولاي بالمغرب، وكيف ترجم هذا الشغف بإنجازات علمية عبر رسومات و صور لمناطق قروية اكتشفها خلال رحلاته منذ بداية عشرينيات القرن الماضي”.
وخلصت ميراي إلى أن فكرة تنظيم المعرض “نابعة من أهمية المحافظة على هذا الإرث العلمي وتسليط الضوء على تلك الأعمال التي كان دولاي سباقا لها، حيث كان من أوائل المؤرخين الذين اشتغلوا على خريطة المغرب، فضلا عن كونه احد مؤسسي “بارك توبقال”، مشيرة إلى أن “المعرض يضم أزيد من 100 لوحة ومنشور وكذا آلات وأدوات تم استعمالها أثناء البحث والاستكشاف، خلال فترة امتدت من سنة 1924 إلى سنة 1960”.