مجددا، نتأكد أن تلك الجوائز المخصصة لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، لا تمنح حقيقة للاعب الأفضل الذي قدم أداء مثاليا على المستوى الفردي والجماعي طيلة عام كامل.
فتتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة «دو بست» لسنة 2022 يعكس مجددا هذه الحقيقة المريرة، لأنه لم يكن الأفضل على الإطلاق، وحتى في مباريات كأس العالم الأخيرة في قطر، لم يكن حاسما كالسابق .. اقترب النهاية.
لكن، لماذا حصل على الجائزة؟ هل فقط لأنه ميسي ولأنه أخيرا نجح في فك عقدة الفوز بلقب المونديال. وهل يكفي أن تلعب 7 مباريات بشكل جيد لتكون الأفضل في عام كامل؟ علما أنه موسمه الأخير مع نادي باريس سان جرمان الفرنسي كان جد عادي ولا يليق أو لا يقارن بما حققه مع من أمجاد بقميص برشلونة الإسباني .. «كان زمان».
ربما لم يكن الفرنسي كيليان مبابي محظوظا لأنه خسر اللقب لصالح الأرجنتين وليس ميسي وحده، لكنه كان أفضل بكثير من «البرغوث» على مستوى نادي العاصمة .. ربما مستقبلا.
نفس الأمر بالنسبة لكريم بنزيمة الذي قدم مستوى خرافيا طيلة 2022، ما أهله عن جدارة واستحقاق لحصد جائزة الكرة الذهبية الأولى في مسيرته الاحترافية بعدما فاز بلقب الدوري الإسباني الـ35 ولقب دوري أبطال أوروبا الـ14، بيد أن حظه العاثر حرمه من المشاركة بالمونديال، ولو كان حاضرا مع مبابي لقادا «الديوك» للقبهم الثالث .. مع الأسف.
وحتى نتيجة جائزة أفضل حارس ومدرب ليست مقنعة، فالأكيد أن الأرجنتينيين إميليانو مارتينيز وليونيل سكالوني، ليسا الأفضل في صنفيهما على مدار الموسم الكامل، لأنها بنيت على أرقام ترصد حصيلة 7 مباريات فقط .. عجيب.
فمثلا مدربنا المغربي وليد الركراكي قاد المنتخب الوطني إلى التأهل إلى نصف نهائي المونديال كأفضل إنجاز يحققه منتخب عربي أو إفريقي منذ انطلاقة أول نسخة عام 1930، لكن نتائجه لم تتوقف عند الرحلة القطرية، بل سبق أن توج بلقبي الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا، فماذا فعل سكالوني في بقية الموسم.. لا شيء.
وبالنسبة لجائزة أفضل حارس التي نافس عليها حارسنا المغربي ياسين بونو، فقد كان البلجيكي تيبو كورتوا أفضل من مارتينيز، وإقصاؤه المبكر من دور المجموعات أفقده الكثير من النقاط، لكن الغريب أن كورتوا هو من تواجد في التشكيلة المثالية للعام، وليس الحارس الأرجنتيني .. تناقض.
وهناك معطى آخر يقدح كثيرا في طريقة التصويت على الجوائز، وهو تدخل العاطفة في الاختيارات، فهذا المدرب يصوت لصالح مواطنه، وهذا اللاعب يختار زميله في الفريق، ولاعب آخر يفضل لاعبا لأنه من نفس العرق أو الديانة، وفي الغالب تكون الاختيارات .. غير منطقية.
صلاح برباش