قالت منظمة الصحة العالمية إن أحدث التقديرات التي صدرت الخميس في تقريرأعدته وكالات تابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن امرأة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة.
ويكشف هذا التقرير، المعنون “الاتجاهات السائدة في وفيات الأمهات”، عن تراجع مقلق في صحة المرأة خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت وفيات الأمهات أو ظلت كما هي دون تغيير في جميع مناطق العالم تقريبا.
وعلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبرييسوس وفق ما ورد على الموقع الرسمي للمنظمة بالقول “في حين أن الحمل ينبغي أن يكون فترة مفعمة بالأمل وتجربة إيجابية لجميع النساء، لكن من المحزن أنه ما يزال يمثل تجربة محفوفة بمخاطر جم ة بالنسبة إلى ملايين النساء في جميع أنحاء العالم اللواتي بحاجة إلى الحصول على رعاية صحية تتسم بجودتها العالية وسمعتها الطيبة”.
وأضاف: “وتكشف هذه الإحصائيات الجديدة عن الحاجة الملحة لضمان حصول كل امرأة وفتاة على الخدمات الصحية الحيوية قبل الولادة وخلالها وبعدها، وأن تتمكن كل منهن من ممارسة حقوقها الإنجابية كاملا”.
ويشير التقرير، الذي يرصد وفيات الأمهات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية من عام 2000 إلى عام 2020، إلى أن هناك ما يقدر بحوالي 000 287 حالة وفاة للأمهات في جميع أنحاء العالم في عام 2020. وهذا يمثل انخفاضا طفيفا فقط من 000 309 في عام 2016 عندما دخلت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حيز التنفيذ.
وقال المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل “بالنسبة لملايين الأسر، فإن معجزة ميلاد طفل تتحطم بمأساة وفاة الأم”، مضيفة “ينبغي لأي أم ألا تخشى على حياتها عندما تهب إلى العالم طفلا ، خاصة في وجود المعرفة والأدوات اللازمة لعلاج المضاعفات الشائعة. إن الإنصاف في الرعاية الصحية يتيح لكل أم، بصرف النظر عمن هي وأين تكون، فرصة متكافئة لولادة آمنة والتمتع في مقبل أيامها بصحة موفورة وسط أسرتها”.
وتبين الأرقام الإجمالية أن وفيات الأمهات ما تزال تتركز إلى حد كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتأثرة بالصراعات.
وفي عام 2020، كان حوالي 70٪ من جميع وفيات الأمهات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وفي تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة، كانت معدلات وفيات الأمهات أكثر من ضعف المتوسط العالمي (551 حالة وفاة للأمهات لكل 000 100 مولود حي، مقارنة بـ223 حالة على الصعيد العالمي).
ومن الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات النزيف الحاد وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالعدوى المرتبطة بالحمل والمضاعفات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن والاعتلالات الموجودة أصلا التي يمكن أن تتفاقم بسبب الحمل (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا). وكل هذه الأسباب يمكن الوقاية منها وعلاجها إلى حد كبير من خلال الحصول على رعاية صحية تتسم بالجودة العالية والسمعة الطيبة.
وحسب منظمة الصحة العالمية، لا تتلقى ما يقرب من ثلث النساء أربعة من ثمانية فحوصات موصى بها قبل الولادة كما لا يتلقين رعاية ما بعد الولادة الأساسية، في حين أن حوالي 270 مليون امرأة تنقصهن فرص الحصول على الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة.
ويطرح التقرير فرضية أن تكون جائحة كوفيد-19 قد أعاقت التقدم المحرز في مجال صحة الأم، إذ يمكن أن تزيد عدوى كوفيد-19 من المخاطر أثناء الحمل، لذلك ينبغي للبلدان اتخاذ إجراءات لضمان أن تحصل النساء الحوامل ومن يخططن للحمل على لقاحات كوفيد-19 والرعاية الفعالة السابقة للولادة.
ويكشف التقرير أنه يجب على العالم الإسراع في إحراز تقدم صوب الوفاء بالأهداف العالمية المتعلقة بخفض وفيات الأمهات، وإلا فإنه سيعرض حياة أكثر من مليون امرأة إلى الخطر بحلول عام 2030.
تقرير عالمي: امرأة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة
الوسوم