يعتبر التسول الإلكتروني ظاهرة جديدة على المجتمع المغربي، في الوقت الذي تنتشر فيه الظاهرة في العالم الواقعي بالطرق التقليدية المعتادة، عبر استغلال الأطفال في التسول بالقرب من المساجد، والأسواق، والمحلات التجارية.
ويتضح أن المتسولين بدؤوا يستغلون هم الآخرين، التطور التكنولوجي، لتوسيع نشاطهم، الذي ضاق ذرعا منه عامة الناس، لا سيما حينما يتخذ بعض الأشخاص هذه الظاهرة “حرفة” أو “مهنة” للعيش اليومي.
وعبر محمد عن استيائه من ظاهرة التسول التي تنتشر بالشوارع العمومية بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن الظاهرة بدأت تستفحل لدرجة أنها وصلت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت تحترف بعض الصفحات التسول من خلال نشر قصص وهمية تتعلق بأشخاص في وضعيات صحية صعبة.
من جهتها، حكت سعاد عن قصة تعاطفها مع عائلة فقيرة سبق ونشرت مقطع فيديو تطلب فيه المساعدة لتأمين حاجياتها اليومية، ودفع هذا الوضع بسعاد إلى إرسال مبلغ مالي كإعانة لهذه الأسرة، بيد أنها ستتفاجأ في الأخير بأن الأمر لا يتعلق بعائلة وإنما بعصابة تنتحل هوية أفراد يطلبون المساعدة المالية أو جهات تعمل في المجال الخيري.
من جانبه، صرح نصر الدين بأنه تعرض “للنصب” باسم “التسول”، من خلال موقع ويب خاص بتقديم المساعدات الإنسانية، حيث عمد إلى إرسال مبلغ مالي لجمعية تعنى بمساعدة الأطفال المتخلى عنهم، ليكتشف في الأخير بأن الأمر مجرد “سراب” و”وهم”، والنصب عينه سيتعرض له مرة أخرى، بعدما “أرسل مبلغا ماليا نتيجة تعاطفه مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ونوه نصر الدين بأن هذه الممارسات تشكل خطرا على ثقة المجتمع، مما يحد من إمكانية مساعدة الأشخاص للجمعيات والمنظمات الحقيقية التي تشتغل مع الأشخاص الذين في وضعية صعبة، وفي هذا الصدد، يدعو نصر الدين إلى “ضرورة التحقق من صحة الطلب والجهة المرسل إليها قبل التبرع بأي درهم، تفاديا لأي تعرض للنصب الإلكتروني”.
وتخلف ظاهرة التسول الإلكتروني، بين الفينة والأخرى نقاشات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تعرض أي شخص للنصب والاحتيال من قبل حسابات وهمية، ويعد إيهاب الناشط بوسائط التواصل الاجتماعي، من بين الضحايا الكثيرين، حيث عبر عن استيائه من الظاهرة، في فيديو تحسيسي له، يحذر من أشخاص يطلبون المساعدة.
وأشار إيهاب في الفيديو الذي اطلعت عليه جريدة بيان اليوم، إلى أن هذه الظاهرة، باتت نشاطا “تجاريا” لدى البعض، وحرفة يمتهنونها بطريقة احترافية، موضحا أن هذا النوع من التسول يعد استغلالا للتكنولوجيا الحديثة في جمع التبرعات بشكل وهمي، وهذا ما يفتح الباب أمام أنماط جديدة من الجرائم المرتبطة بالعالم الافتراضي.
نهيلة سليم (صحافية متدربة)