الدورة الثالثة لـ “صالون الدار الشعري” احتفاء بمتوجي جائزة الشارقة لنقد الشعرالعربي

شهدت فعاليات الدورة الثالثة لـ “صالون الدار الشعري”، ضمن افتتاح الموسم السابع للبرنامج الثقافي والشعري لدار الشعر بمراكش، احتفاء خاصا بالمتوجين بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثانية (2023) إلى جانب تقديم قراءات شعرية وشهادات وفقرات موسيقية. هذه الفعاليات، التي شهدت حضورا لافتا لأصوات شعرية وإبداعية وإعلامية إلى جانب العديد من الفاعلين الجمعويين وطلبة، تأتي في سياق الأيام المفتوحة التي تنظمها دار الشعر بمراكش من 1 الى 8 من شهر شتنبر الجاري، ضمن اللقاءات المفتوحة مع جمهور الدار.
فعاليات الدورة الثالثة لـ “صالون الدار الشعري”، احتفت بمتوجي جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، في دورتها الثانية، إلى جانب حفل التوقيع لإصداري الباحثين: الناقد الدكتور محمد الطحناوي، المتوج بالمرتبة الثانية، عن كتابه “النقد وصيرورة الإيقاع الشعري”، والناقد الدكتور عبد الرحيم وهابي موقع كتاب “التخييل في الشعر العربي المعاصر”. وقد سبق للأمانة العامة لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، أن أعلنت أسماء الفائزين تحت عنوان “تحولات القصيدة العربية المعاصرة في ميزان النقد”، وفاز بالمركز الأول الناقد د. فتحي الشرماني من جمهورية اليمن، فيما نال المركز الثاني والثالث مغربيان وهما على التوالي الناقد د. محمد الطحناوي، والناقد د. عبد الرحيم وهابي. وتقترح الجائزة، في كل دورة، مواضيع محورية تهم الخطاب النقدي الشعري في سعي حثيث إلى استقصاء أسئلة التحولات في القصيدة العربية.
وشهدت فعاليات الدورة الثالثة، لصالون الدار الشعري، تقديم قراءات شعرية للشاعرين مبارك لعباني وإلهام زويريق، إلى جانب تقديم مداخلات وشهادات لإعلاميين وفاعلين جمعويين، تقدمها شهادة “مكرم الشارقة” الشاعر اسماعيل زويريق، والذي أشاد بالدور المركزي الكبير التي أمست تقوم به دار الشعر بمراكش في المشهد الثقافي المغربي والعربي، ولعل برامج الدار وزخمها وما حققته من حضور طيلة سنواتها السبع، إلى جانب التنوع والتعدد في فقراتها وانفتاحها على مختلف التجارب والحساسيات، هو ما جعلها اليوم تمثل نموذجا خلاقا للتعاون الثقافي المشترك المغربي الاماراتي.

في قصيدة “قش على ضفتي الشوق” يقول الشاعر مبارك لعباني: “وَلَمْ تَزَلْ، أيها النِّسْيانُ، مِدْفَأَتِي/ إذا تَذَكَّرْتُ ما يُبْكي أَحْطْتُكَ بِي”، فيما تؤشر الشاعرة إلهام زويريق لحروفها: “علمني يا قدري/  كيف أصادر قلبي المقتات من الجراح،/ كيف ألملم أشلاء أعوامي الأربعين،/ وقبل أن أنعي ما تبقى من سنيني،/../ فقد وأدت كل القصائد..”

وحضر فعاليات الدورة الثالثة لصالون الدار الشعري وفد عراقي، مقيم في مدينة كولن الألمانية، في زيارة خاصة لدار الشعر بمراكش. وقد شارك الفنان المرموق عدنان شنان من خلال تقديم فقرات موسيقية على آلة الناي، إلى جانب مشاركة الثنائي الفنانة إلهام الفائز والفنان عزالدين دياني، في حوار موسيقي عراقي مغربي قدموا خلاله مقامات وتقاسيم من الطرب العربي الأصيل. هذه الفعاليات، والتي أكد الشاعر عبد الحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، على أنها تفتتح “سنة سابعة، وموسما ثقافيا وشعريا جديدا آخر لدار الشعر والشعراء بمراكش، ومعها تفتح الدار “نوافذها” و”أبوابها” لسلسلة من المبادرات والبرامج والفقرات الجديدة.. احتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة،.. في سعي حثيث لأفق القصيدة المغربية الحديثة، وانفتاح بليغ على مختلف التجارب الشعرية في هذا الفضاء الرمزي، الذي يجمع الشعراء المغاربة، من مختلف الحساسيات والتجارب وأمسى مشتلا لمستقبل الشعر المغربي..”.
وأعرب المتوجان، الناقدان الدكتور محمد الطحناوي والدكتور عبد الرحيم وهابي، عن اعتزازهما بالتتويج في جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، لما لهذه الجائزة من أثر على الخطاب الشعري العربي ولانفرادها بدعم النقاد العرب والمهتمين بالدراسات التي تستقصي الخطاب الشعري، في أفق إغناء المكتبة العربية بعناوين وإصدارات تستقصي المتن الشعري في تعدد أسئلته وقضاياه. كما تحدث كل منهما عن أهم الأسئلة والقضايا التي تم تناولها في كتابيهما المتوجين بالجائزة، ضمن مشروع شخصي خاص ينشغل كلاهما بمحاولة بناء أسسه في أفق تطوير النقد الشعري المغربي والعربي.

Top