تم أمس الأربعاء، إعطاء الانطلاقة لفعاليات الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، بفضاء أنفــا بارك بالدار البيضاء، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافـة والتواصل، بشراكة مع ولاية الدار البيضاء سطات، وجهة الدار البيضاء سطات وجماعـة الدار البيضاء.
وأشرف على حفل الافتتاح وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، بمعية والي جهة الدار البيضاء محمد امهيدية، وعمدة المدينة نبيلة الرميلي، ورئيس مجلس جهة الدار البيضاء عبد اللطيف معزوز، وبحضور عدد من المنتخبين والمسؤولين، وعدة شخصيات من عالم الثقافة والفنون والتربية، حيث قاموا بزيارة مختلف أروقة المعرض، وقدمت لهم شروحات حول كل ما يتعلق بمكونات ومحتويات المعرض.
وتهدف وزارة الشباب والثقافـة والتواصل، من خلال هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية يوم 22 نونبر الجاري، إلى تعزيز العرض الثقافي بالعاصمة الاقتصادية، بعد أن تم نقل المعرض الدولي الوحيد للكتاب منذ سنتين إلى مدينة الرباط، مع تحقيق التقائية بين جميع المتدخلين من أجل تكريس الفعل القرائي في صفوف الأطفال والشباب. وقد خصصت الوزارة لهذا الغرض برنامجا يجمع بين العرض والندوات واللقاءات وماستر كلاس وورشات تكوينية مهنية يؤطرها متخصصون في الكتابة الإبداعية والوساطة الثقافية والرسم الفني.
وينظم هذا المعرض على مساحة تم تصميمها بتصور جـمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب، تتضمن 7 صالات كبرى للعرض الوثائقي، إلى جانب فضاءات للتنشيط الثقافي، وفضاء خاص بأشهر أعمال ورسومات مبدعي عالم مارفيل.
كما تعرف هذه الدورة مشاركة 255 عارضا منهم 75 عارضا مباشرا، و180 عارضا غيـر مباشر يمثلون 33 بلدا، حيث سيقدمون لجمهور المعرض عرضا يتجـاوز فيه عــدد العناوين 35 ألف عنــوانا، بمجموع نســخ يتجـاوز 100 ألف نسخة.
كما يتوزع العارضون ما بين دور نشر (71 في المائة)، سفارات (4 في المائة)، منظمات دولية (4 في المائة)، مؤسسات عمومية (4 في المائة)، وزارات (4 في المائة)، بالإضافة إلى المعاهد (1 في المائة) والجمعيات (3 في المائة)، والموزعين (10في المائة). أما بخصوص الإصدارات التي ستعرض، فإن 29.43 في المائة منها صدر خلال هذه السنة (2023)، فيما 44.29 في المائة صدر سنة 2022 و26.28 في المائة صدر قبل 2022.
وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، قد أشار، في لقاء صحافي سابق، خصص لتقديم الدورة الأولى لهذا المعرض، أن المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب يروم تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة وتحفيزها على القراءة.
وأضاف في تصريح للصحافة، أن هذا المعرض يندرج في إطار استراتيجية شاملة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل لتقوية القراءة ودعم الكتاب خاصة بالنسبة للأجيال الصاعدة (الأطفال والشباب).
وأبرز الوزير أن هناك تحديات كبرى يعرفها العالم في ظل تطور التكنولوجيات الجديدة التي “تهدد نوعا ما القراءة والكتاب”، مشيرا إلى أنه تم عقد شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتوفير المكتبات للأطفال بالمدارس في جميع ربوع المملكة.
وقال “إذا كانت لدينا الرغبة في تحفيز الأطفال والشباب على القراءة فينبغي أولا التعريف بالكتاب، ولذلك سيتم تنظيم حملة تحسيسية على الصعيد الوطني في إطار تظاهرات جهوية لخدمة هذا الغرض”، مبرزا أن هذا المعرض الدولي يسعى لإعطاء الكتاب قيمة تواصلية إيجابية ستمكن من التعريف به بشكل أكبر.
وتابع الوزير أن هذا الأمر يهدف إلى مساعدة الكتاب لتوجيه إنتاجاتهم نحو الأطفال، وفي الوقت نفسه العمل على التعريف بالأعمال المنجزة بالنسبة للأطفال والشباب بغية تحفيزهم على القراءة وتمكينهم من الإطلاع على المستجدات الإبداعية في هذا المجال، مشيرا إلى أنه يتم العمل على تطوير قصص مغربية وأبطال مغاربة ستساهم في جذب اهتمام الأطفال وتعزز لديهم الشعور بالانتماء نظرا لكونها منتوجا مغربيا.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات عبد اللطيف معزوز، في تصريح مماثل، أن المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب في نسخته الأولى يخلف المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي نضج وأخذ مساره في مكان آخر، لافتا إلى أن هذا المعرض الجديد يكتسي طابعا من نوع آخر بحيث يتضمن كتبا موجهة إلى جيل جديد من الأطفال والشباب بهدف التحفيز على القراءة.
حسن عربي
تصوير: طه ياسين شامي