ظروف جد محبطة…

بالرغم من تحقيق المنتخب المغربي لكرة الصالات، تأهله لدور ثمن نهاية كأس العالم المقامة حاليا بأوزبكستان، إلا أن هناك انطباع عام، يجمع على كون الأداء  العام غير مطمئن، بل هناك شكوك حول إمكانية ذهاب هذا المنتخب بعيدا، بعدما كانت مختلف الترشيحات تذهب في اتجاه إمكانية منافسته على إحدى المراتب الأولى، ولما لا الفوز باللقب….

 فمنذ المباراة الأولى ضد طاجكستان، تبين أن أسود القاعة غير قادرين على فرض نسقهم المرتفع، وضمان السيطرة على مختلف أطوار المواجهة، كما عودونا على ذلك في أغلب التظاهرات، والفريق الذي كان من الصعب تلقيه الأهداف، أصبحت مرماه مباحة أمام الخصوم، إذ تلقت مرماه تسعة إصابات في ثلاث مباريات بدور المجموعات…

 تراجع في الأداء، خلف صدمة كبيرة لدى عشاق هذا المنتخب، الذي راهن عليه الجميع على أمل تحقيق أول لقب عالمي في إحدى الرياضات الجماعية، نظرا لإمكانيات لاعبيه وخبرة مدربه، والعناية التي أحيط بها من طرف إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم…

وبطبيعة الحال هناك أسباب مباشرة وراء هذا التراجع، ولعل أولها لعنة الأعطاب، طاردت أبرز لاعبيه، سواء قبل بداية البطولة، كما هو الحال بالنسبة لمحمد جواد وبلال البقالي، أو أثناء مباريات الدور الأول، حيث حكمت الأعطاب على  أسامة الإدريسي

 وإسماعيل أمزال، بعدم مواصلة المشوار…

 تعدد حالات الأعطاب، جعل المنتخب المغربي يفتقر إلى تشكيلة متكاملة تمكنه من الحفاظ على نسق المباريات، اذ من المفترض كما قال المدرب، التوفر على  ثلاث تشكيلات تتناوب على اللعب، الا أن واقع الحال فرض الاعتماد على تشكيلة ونصف فقط، كما اتضح أن بعض اللاعبين الشباب يفتقدون للخبرة الدولية، ويعانون من الارتباك نظرا لعدم توفرهن على قدرة تحمل الضغط.

 بالإضافة إلى لعنة الأعطاب، برزت أيضا الأخطاء الفردية القاتلة، خاصة أمام المرمى، وذلك بتقديم هدايا مجانية للاعبي الفريق المنافس، كما تراجع أيضا أداء بعض اللاعبين الأساسيين، كما هو الحال بالنسبة لأنس العيان الذي سبق أن فاز أكثر من مرة بجائزة أفضل لاعب….

 كل هذه الحيثيات اجتمعت دفعة واحدة لتعطينا هذا الأداء غير المقنع، بالرغم من المجهود الذي يبذله الدكيك طيلة المباريات، واختبار أكثر من تكتيك، بل تعدي الأمر الى تطبيق خطط مغايرة، إلا أنه فوق طاقتك لا تلام، ففي غياب أي رد فعل إيجابي من اللاعبين، لم تصل أغلب المحاولات إلى الهدف المطلوب منها….

يوم الخميس القادم موعد مواجهة ثمن النهاية ضد منتخب إيران صاحب المرتبة الأولى بالمجموعة السادسة، محققا العلامة الكاملة بتسع نقط، وهى مواجهة جد صعبة أمام منتخب، يعد من بين الأقوياء بعالم كرة الصالات…

صحيح أن العناصر الوطنية سبق أن هزمت منتخب إيران في كأس القارات، لكن كما اعترف الدكيك نفسه بذلك، فالوضع مختلف في الوقت الحالي، فهو حاليا رابع العالم، وخلال دور المجموعات بصم المنتخب الايراني على عطاء رائع، وأبان عن تكامل ملحوظ بين لاعبيه، وهذا ما يصعب حاليا من مهمة أصدقاء العميد سفيان مسرار، الطامحين لتجاوز هذا الدور، والوصول إلى الربع، كما سبق أن حققوا ذلك خلال مونديال ليتوانيا….

كلنا أمل في أن يتمكن “الدكيك ووليداتو” من تجاوز هذا الظرف الصعب، وتقديم مستوى يمكن من هزم إيران ومواصلة المسار نحو أبعد المراحل الممكنة…

محمد الروحلي

Top