شكل موضوع “مهن المستقبل، محفز لخلق فرص الشغل والنمو الجهوي” موضوع مائدة مستديرة، نظمت أول أمس الثلاثاء بوجدة، بمشاركة خبراء وأرباب مقاولات ومسؤولين بجهة الشرق.
وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته مؤسسة “Le Cercle des Eco” بشراكة مع “Intelcia”، مناسبة للتفكير في الكفاءات والقدرات الإنسانية ومهن الغد على مستوى جهة الشرق، بهدف دعم ومواكبة القطاعات الواعدة.
وتمحورت المناقشات بشكل خاص حول مهن المستقبل والمهارات الجديدة المطلوبة والجوانب المتعلقة بالتكوين في عصر الثورة الرقمية، بالإضافة إلى طموحات الشباب فيما يتعلق بقابليتهم للتشغيل واستشراف المهن الناشئة.
وأبرز المتدخلون في الندوة أنه في عالم مهني متغير باستمرار، أصبح فهم اتجاهات السوق أمرا ضروريا لتوقع الفرص الناشئة واستشراف مهن المستقبل، مقدمين لمحة عامة عن المهن الناشئة في جهة الشرق على وجه الخصوص، والولوج إليها وجاذبيتها بالنسبة للشباب.
في هذا الصدد، أكدوا على الجهود المبذولة في مجالات التكوين وتأهيل الشباب من أجل التشغيل في أفق إدماجهم الاقتصادي وضمان ولوجهم إلى سوق الشغل دائم التحول، مسلطين الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه مهن المستقبل في خلق فرص العمل وتعزيز النمو الجهوي.
وأكد سعد برادة، المدير العام لشركة “Intelcia” في المغرب وتونس، أن الهدف من تنظيم هذه المائدة المستديرة حول مهن المستقبل يكمن في جمع هذا العدد من الخبراء، من عالم الأعمال والجامعة وأيضا من عالم المقاولة بالجهة، لبحث الإمكانات التي تتيحها هذه المهن.
وقال سعد برادة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المهن الجديدة في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي، توفر فرص عمل في المغرب الذي يتمتع ببنية تحتية جيدة وكفاءات مؤهلة وتكوين عالي الجودة.
وأضاف أنه في إطار استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، يمكن لمدينة وجدة أن تلعب دورا مهما يمكنها من الاستفادة من إحداث فرص الشغل وأيضا من التكوين، لاسيما ضمن الاستراتيجية المذكورة آنفا، والتي تهدف إلى تكوين 100 ألف شاب سنويا في المجال الرقمي، 50 ألف من بينهم في مجال إعادة التوظيف المهني.
وتابع برادة أن هذه المناقشات حول مهن المستقبل مهمة وضرورية لكونها تمكن من مد الجسور بين عالم الأعمال والجامعة والسلطات الجهوية من أجل خلق بيئة مواتية قادرة على تشجيع الشركات على القدوم والاستقرار بالجهة وإحداث فرص الشغل، مذكرا بأن “Intelcia تنشط بوجدة منذ سنة 2020، وتمكنت من إحداث 300 منصب عمل في مجال ترحيل الخدمات (أوفشورينغ) وتسعى لبلوغ 900 فرصة شغل”.
من جانبه، أشار رامي رشيد، مدير المركز الجهوي للاستثمار بالشرق بالنيابة، إلى أن الجهة تشهد نقلة نوعية في مجال الرقمنة والاقتصاد الرقمي، مبرزا أهمية مواكبة تطور هذا القطاع من خلال تكوين الموارد البشرية والكفاءات القادرة على مواجهة التحديات في هذا المجال.
وقال إن التعاون بين مختلف الفاعلين على المستوى الجهوي بدأ يؤتي ثماره اليوم، موضحا أن جهة الشرق بصدد استقبال قطاعات جديدة مثل صناعة السيارات والطاقات المتجددة والاقتصاد الرقمي، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية بالجهة.
من جانبه، أشار خالد جعفر، نائب رئيس جامعة محمد الأول بوجدة المكلف بالبحث العلمي والتعاون، إلى أن الجامعة تولي أهمية كبيرة لدعم التحولات الجارية على مستوى الجهة على وجه الخصوص، وعلى الصعيد الوطني عموما، مضيفا أن “الشعب التكوينية التي تقترحها الجامعة مصممة لتلبية احتياجات سوق العمل وترتبط بالابتكار والاقتصاد الرقمي وكل ما يتعلق باحتياجات الجهة”.
أما رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشرق، نور الدين بشيري، فقد نوه باختيار موضوع هذه المائدة المستديرة، والذي يتعلق بقابلية التشغيل ووضعية الشغل بالجهة، مشيرا إلى أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يولي اهتماما خاصا لمهن المستقبل وللتشغيل.
في هذا السياق، شدد على ثالوث “التوظيف والادخار والاستثمار” وتأثيره على التنمية المحلية بجهة مثل جهة الشرق.