اشتباكات في صنعاء بعد تراجع صالح عن توقيع المبادرة
اشتبكت قوات موالية للرئيس اليمني مع معارضي الرئيس علي عبد الله صالح بعد يوم من تراجعه عن توقيع اتفاق لتنحيه عن السلطة تم التوصل إليه بوساطة خليجية. وتلقي الاشتباكات التي وقعت في صنعاء بمزيد من الشكوك على احتمالات التوصل إلى حل سياسي للازمة المستمرة منذ ثلاثة أشهر حيث يطالب متظاهرون يتزعمهم شباب بإنهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما.
وقال شاهد عيان في إشارة إلى زعيم قبلي قوي انحاز إلى المحتجين «تدور اشتباكات عنيفة وتبادل كثيف لإطلاق النار بين القوات الحكومية وحرس الشيخ «صادق» الأحمر.»
وقال شهود عيان إن شخصا قتل وأصيب 15 أحدهم صحفي يعمل في وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وقالت قناة سهيل التلفزيونية المؤيدة للمعارضة إن خمسة من حرس الأحمر قتلوا وأصيب 35. ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من هذا التقرير.
وجاءت الاشتباكات التي حطمت بعض النوافذ في مكاتب «سبأ» بعد انهيار اتفاق نقل السلطة الذي كان من المقرر أن يوقعه صالح الأحد وكان سيمنحه حصانة من المحاكمة ويضمن له خروجا كريما.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان إنها أغلقت القسم القنصلي أمام الجمهور لمدة يومين على الأقل بسبب الوضع الأمني غير الواضح.
واتهمت الحكومة رجال الأحمر بإطلاق النار على مدرسة ومبنى سبأ. وقال مكتب الأحمر إن القوات الحكومية فتحت النار عندما منعها حراسه من دخول مدرسة قال الأحمر أن الموالين كانوا يقومون بتخزين أسلحة بها.
وفتح مسلحون موالون النار في إب جنوبي العاصمة على مقر حزب الإصلاح الإسلامي وهو أكبر عضو في ائتلاف المعارضة.
وسبق أن تراجع صالح عن اتفاقات تهدف لخروجه من السلطة لكن تغيير موقفه الأحد كان من أشد حالات تبديل مواقفه وضوحا غلى ما يبدو وجاء بعد أن حاصر مسلحون موالون دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الإمارات العربية المتحدة عدة ساعات.
وكان في السفارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي قاد جهود الوساطة وسفراء الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية. ومنع الوسطاء من التوجه إلى قصر الرئاسة حيث كان من المقرر توقيع الاتفاق.
وفي وقت لاحق تعين نقلهم بطائرة هليكوبتر. وبعد ذلك سحبت الدول الخليجية مبادرتها مشيرة إلى عدم توفر الظروف الملائمة.
واعتذر صالح لدولة الإمارات العربية المتحدة أول أمس الاثنين لكن بعض الحكومات الأجنبية كالت له الانتقاد لرفضه التوقيع.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في وقت متأخر الأحد «الرئيس صالح هو الآن الطرف الوحيد الذي يرفض أن يقرن الأقوال بالأفعال.»
وأضافت «نحن نحثه على الوفاء بالتزامه المتكرر بنقل السلطة بشكل سلمي ومنظم وضمان تنفيذ الإرادة الشرعية للشعب اليمني. وقت التحرك الآن.»
ونقل موقع الحزب الحاكم على الانترنت عن مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية رفضه انتقاداتها وقوله إن المبادرة شأن يمني داخلي وان اليمن لا يقبل حلولا مفروضة من الخارج أو تدخلا في شؤونه الداخلية.