قال الثوار الليبيون أول أمس الخميس إنهم تمكنوا من طرد قوات العقيد معمر القذافي من العديد من المدن الواقعة شمال غربي البلاد، فيما قال المجلس الوطني الانتقالي إنه يتوقع أن ينتهي القتال في غضون أيام.
وذكر موقع صحيفة «برنيق الإلكترونية المعارضة أن الثوار «حرروا» مدن الزنتان والرجبان وجادو والرحيبات وبلدة الحوامد في منطقة جبل نفوسة، من قوات القذافي. وازدادت حدة القتال في منطقة جبل نفوسة التي تضم مدنا تبعد ما بين 150 إلى 250 كلم جنوبي العاصمة طرابلس، في الأيام الأخيرة.
وتعرضت المدن لقصف من قبل قوات القذافي خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
كما استولى الثوار على أسلحة وعتاد عسكري من قوات القذافي ويلاحقونها تجاه الشمال الغربي في منطقة سهل الجفارة.
وقال المجلس الوطني الليبي الانتقالي إنه يتوقع أن ينتهي القتال في غضون «أيام» حيث يستعد الثوار للسيطرة على طرابلس، التي لا تزال تحت سيطرة القذافي.
وفي مقابلة مع قناة «العربية» الإخبارية في وقت متأخر الأربعاء، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن الثوار سيضعون حدا للمعارك الدائرة خلال أيام قليلة، عبر سيطرتهم على طرابلس وإنهاء حكم معمر القذافي، قائلا إن «الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والإصرار على تحقيق غايتهم، ومن ثم فقد تشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات في هذا الشأن بإذن الله تعالى.
هذا وهزت انفجارات العاصمة الليبية طرابلس ليل الخميس-الجمعة فيما أعلنت روسيا أنها سترسل مبعوثا خاصا إلى ليبيا للقيام بوساطة في النزاع.
ودوت عدة انفجارات ليلا في طرابلس التي تتعرض منذ أيام عدة لغارات ليلية تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. ودبلوماسيا أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أول أمس الخميس في روما إن روسيا سترسل «مبعوثا خاصا» الى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة.
وجاء ذلك أثناء اجتماع ثلاثي ضمه الى نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.
وكان مدفيديف أعلن خلال قمة مجموعة الثماني الأسبوع الماضي في دوفيل «فرنسا» عن إرسال موفد إلى بنغازي هو الممثل الروسي الأعلى إلى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف قريبا. وأضاف الخميس أن هذا الموفد سيتوجه أيضا إلى العاصمة الليبية، حسب ما أعلن مسؤول روسي كبير قريب من الملف.
وشدد مدفيديف على أهمية التوصل إلى تسوية متفاوض عليها.
وقال للصحافيين في روما «نرغب قدر الإمكان أن تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية» مقرا مع ذلك بأن سبيل المفاوضات «طريق شاقة جدا».
يشار إلى أن موسكو كانت تقيم علاقات وثيقة مع نظام القذافي وقد امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على القرار 1973 الذي سمح بشن ضربات دولية ضد طرابلس.
لكنها نأت بنفسها بشكل متزايد عن النظام. وقد دعا مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في فرنسا الأسبوع الماضي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين رحب بالموقف «الجديد الذي اتخذته» روسيا.»