الرياض تهيب بكافة الأطراف تحكيم العقل وضبط النفس

الرئيس اليمني وعائلته بالسعودية.. وحديث عن عدم عودته إلى اليمن
وصلت عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش طائرة الإخلاء الطبي السعودي، على متنها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبعضا من أفراد عائلته وطاقم من حراسته الشخصية. قد حطت بمطار قاعدة الرياض الجوية ثلاث طائرات، كان الرئيس اليمني على متن الطائرة الثانية، بينما كانت بقية أفراد عائلته على متن الطائرة الثالثة.
وغادر الرئيس بسرعة كبيرة مطار الرياض الذي حضرت فيه بشكل كبير القوات الأمنية والشرطة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والطيران، التي رافقته حتى وصوله إلى المستشفى العسكري القريب من مطار قاعدة الرياض في ظل تشديد أمني على مداخل المستشفى.
وبحسب مصادر مطلعة من داخل المستشفى العسكري، فإن الرئيس صالح سيمكث في البرج الطبي الخاص بكبار الضباط والشخصيات بالمستشفى العسكري، في وقت تم تجهيز طاقم طبي سيشرف على علاجه جراء الحروق والإصابات التي لحقت به، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الجمعة في القصر الرئاسي بصنعاء.
ولم تتحدد حتى اللحظة نوعية الإصابة التي لحقت بالرئيس صالح سوى معلومات صحفية تشير إلى إمكانية إصابته بشظية بصدره ورقبته، وبعض من الحروق جراء سقوط القذائف على مسجد النهدين بمحيط القصر الرئاسي.
واكتنفت حالة صالح الصحية ومكان تواجده خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية غموضا، خصوصا بعد مقتل العديد من مرافقيه وإصابة نائبه. في وقت يحسب واقعيا أن وصول الرئيس اليمني إلى العاصمة الرياض بات يشكل تأشيرة الخروج النهائي عن الجمهورية اليمنية.
ومن جهته أكد مسؤول سعودي فضل عدم الكشف عن هويته أن  صالح الذي أصيب بجروح في القصر الرئاسي بصنعاء، وصل مساء أول أمس السبت إلى الرياض لتلقي العلاج. وكما أكد هذا المسؤول أن الرئيس اليمني لم يتخل عن السلطة وهو ينوي العودة إلى اليمن. وقال إن «الرئيس صالح وصل إلى الرياض لتلقي العلاج ولكنه سيعود إلى اليمن».
وأشار إلى أن نجله البكر احمد، قائد الحرس الجمهوري (وحدات النخبة) بقي في اليمن.
وتشير المصادر والمعلومات الصحفية أن الرئيس صالح لم يغادر صنعاء، إلا بعد أن سلم مهام رئاسة الجمهورية لنائبه عبد ربه هادي إضافة إلى قيادته للقوات المسلحة وهو الأمر الذي يرى فيه المحتجين اليمنيين أنه انتصار لثورة الشباب والديموقرطية التي ينشدونها.
وكانت المواجهات في اليمن وصلت ذروتها قبل الجمعة، وذلك بعد سقوط قذائف راح ضحيته أحد عشر شخصا وأكثر من 115 جريحا، وهو العدد الذي كان يتواجد بالمسجد الذي استهدف.
وخرج بعد محاولة الاغتيال الرئيس اليمني عبر التلفزيون الرسمي موجها أصابه الاتهام إلى جماعة الأحمر، رغم نفي زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر لذلك.
وأعلن الديوان الملكي السعودي «أنه استجابة لرغبة الأخوة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بإرسال فريق طبي متخصص حيث قام بإجراء فحوصات طبية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وآخرين من مسئولين ومواطنين ممن تعرضوا لإصابات مختلفة جراء الأحداث التي جرت مؤخراً، وبناءً على ما رآه الفريق الطبي من أنه من المناسب استكمال الرعاية الصحية التي يتلقاها فخامة الرئيس في أحد المراكز الطبية المتقدمة وموافقة فخامته على ذلك ورغبته في أن يستكمل علاجه في المملكة العربية السعودية، فقد وصل فخامته إلى المملكة مساء السبت». وأكمل البيان أنه وبناءً على ما أبلغته حكومة المملكة لكافة الأطراف في الجمهورية اليمنية من أن المملكة على استعداد لاستقبال المصابين ممن تستدعي حالاتهم العلاج خارج الجمهورية اليمنية ولديهم الرغبة في القدوم إلى المملكة، فقد تم استقبال عدد من المسئولين والمواطنين اليمنيين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وتمنت السعودية الشفاء العاجل للرئيس صالح وكافة المصابين، مشيرة عبر البيان أنه ليؤلمها ما تتعرض له الجمهورية اليمنية من أحداث عنف ترتب عليها سقوط القتلى والجرحى. وأهابت بكافة الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال، سائلين المولى سبحانه أن يحفظ اليمن الشقيق وأن ينعم على شعبه العزيز بالأمن والاستقرار، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

Top