عززت القوات الإسرائيلية إجراءاتها في هضبة المحتلة بعد يوم من استهداف فلسطينيين وسوريين حاولوا اجتياز الأسلاك الشائكة هناك بذكرى نكسة يونيو عام 1967 مما أدى إلى استشهاد 24 منهم وجرح المئات.
وشوهدت الدوريات الإسرائيلية المؤللة وهي تجوب المنطقة العازلة قرب بلدة مجدل شمس بينما يحاول جنود آخرون إصلاح الثغرات التي أحدثها المحتجون بالأسلاك الشائكة.
وكان عدد الشهداء الذين استهدفوا برصاص الجنود الإسرائيليين وصل إلى 24 فلسطينيا وسوريا بينهم فتاة وجرح أكثر من 447 آخرين بسبب استهدافهم بالرصاص مباشرة وفي مناطق قاتلة حيث أصيب 361 بطلق ناري، بينما أصيب الآخرون بغازات مسيلة للدموع.
وقالت مصادر طبية في القنيطرة إن «المشفى الوطني أجرى أكثر من عشرين عملية وغالبيتها عمليات فتح صدر بعد تعرض الشباب السوريين لإطلاق رصاص في الصدر وأن الكثير من الحالات الحرجة تم نقلها مباشرة إلى مستشفيات العاصمة دمشق».
وأطلق جنود الاحتلال النار على المتظاهرين وهم في الجانب السوري من الحدود بعد محاولتهم الوصول إلى قرية مجدل شمس في الجزء المحتل من الهضبة والتي قدموا إليها بناء على دعوات ظهرت على فيسبوك لإحياء ذكرى احتلال إسرائيل أراضي ثلاث دول عربية عام 1967. واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد يواف موردخاي الحكومة السورية «باختلاق استفزاز» مضيفا أن الحدود هذه كانت هادئة لعقود لكن الآن مع حصول اضطراب أمني في المدن السورية تجري محاولة لصرف الانتباه باتجاه الحدود».
وتزامنت الاحتجاجات في الجولان مع احتجاجات شبابية مماثلة في الضفة الغربية وأخرى في قطاع غزة منعت شرطة الحكومة المقالة المشاركين فيها من الوصول إلى معبر إيريز فيما أحبط الجيش اللبناني عملية تنظيم الاحتجاجات بعد إعلانه منطقة مارون الراس الحدودية منطقة عسكرية.
وفي متابعة لما جرى أمس في الجولان أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة أمس الحداد وتنكيس الأعلام في قطاع غزة حدادا على أرواح الشهداء الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال احتجاجات الجولان السوري المحتل.
وقالت الحكومة في بيانٍ فجر اليوم «إن جميع الشهداء هم شهداء فلسطين ولهم كامل الحقوق وقدمت تعازيها الحارة للأمة وللشعب الفلسطيني».
بموازاة ذلك عبرت الولايات المتحدة عن قلقها العميق «للأحداث التي جرت (أمس) في مرتفعات الجولان وأدت إلى سقوط جرحى وخسارة بعض الأرواح» ودعت إلى التزام الهدوء.
ودعا بيان للخارجية الأميركية كافة الأطراف إلى ضبط النفس «والامتناع عن الأعمال الاستفزازية» مضيفا أن إسرائيل «مثل أي دولة ذات سيادة لها الحق بالدفاع عن نفسها».