أوروبا تدعو إلى احترام هدنة عمل على تحقيقها العاهل السعودي
دعت برلين وباريس ولندن ومدريد وروما مساء أول أمس الأحد اليمنيين إلى «احترام الهدنة التي عمل على تحقيقها العاهل السعودي» لإعادة السلام إلى اليمن، وذلك في بيان مشترك نشرته المستشارة الألمانية.
وجاء في البيان، الذي أصدرته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيسي الحكومتين الإيطالية سيلفيو برلسكوني والإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو أنه «بعد أشهر من الفوضى والعنف اللذين ساهما في آلام الشعب اليمني، وتسببا بعمليات دمار كبيرة، ندعو جميع المسؤولين المدنيين والعسكريين في اليمن إلى احترام الهدنة التي عمل عليها العاهل السعودي» الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأضاف البيان «ندعو اليمنيين إلى روح من الوحدة الوطنية والحوار، كي يجدوا سريعًا طريق المصالحة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي خصوصًا، التي ندعم بنودها، بدون أية قيود، كي يختار الشعب اليمني ديمقراطيا حكومته. نحن مستعدون لتقديم دعمنا الكامل له في هذا المجال».
إضافة إلى ذلك، شكر الزعماء الخمسة الرياض على استضافتها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتلقي العلاج بعد إصابته في اعتداء وقع في القصر الجمهوري اليمني يوم الجمعة الماضي. هذا، وتجدد القصف المدفعي على منزل الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة في شمال صنعاء، كما ذكرت شبكة «بي.بي.سي».
إلى ذلك، احتفل عشرات آلاف اليمنيين بمغادرة عبد الله صالح البلاد لتلقي العلاج في السعودية، حيث خضع لعمليتين جراحيتين ناجحتين الأحد، فيما أكدت المعارضة تصميمها على منع عودته.
وكان الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء القصف الذي أدى الجمعة إلى إصابة صالح قد وافق مساء الأحد على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي يسيطر عليها مناصروه في صنعاء.
وفي الشارع، احتفل الشباب بـ»هروب» صالح، وبـ»سقوط النظام». وهتف عشرات آلاف المتظاهرين المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء «حرية حرية اليوم عيد الحرية» حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وهتف آخرون «خلاص، سقط النظام»، وغيرهم «اليوم يمن جديد». وارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل كبير اعتبارًا من الظهر، وقام المحتجون بذبح المواشي وبتوزيع اللحوم احتفالاً بمغادرة صالح. لكن يبدو أن صالح ينوي العودة إلى العاصمة اليمنية، وتحديدًا بعد أسبوعين من فترة نقاهة، وفق ما أعلن مسؤول سعودي لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال هذا المسؤول، رافضًا كشف هويته، أن صالح الذي نقل السبت إلى الرياض لتلقي العلاج خضع إلى عمليتين «العملية الأولى هي استخراج شظية من الصدر، والثانية عملية أعصاب في الرقبة»، موضحًا أن العملية المقبلة ستكون عملية تجميل.
وأصيب الرئيس اليمني مع مسؤولين آخرين كبار في قصف الجمعة استهدف مسجد القصر الرئاسي. ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن إجراءات إدارة شؤون البلاد في غيابه، ولم يكلف نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رسميًا هذا الأمر وفق ما ينص الدستور.
وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة اليمنية عبر الهاتف «نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد». وأضاف «بالنسبة إلينا سنعمل بكل قوتنا على عدم عودته».
وقد التقى السفير الأميركي في صنعاء الأحد نائب رئيس الجمهورية، حسبما أفادت وكالة الإنباء اليمنية. وذكرت الوكالة أن هادي استقبل السفير جيرالد فيرستاين، وناقش معه «العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية».
وأكد قحطان أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني، إلا انه يجب على حد قوله إجبار أبناء الرئيس صالح على تسليم السلطة إليه. وكان اجتماع عقد الليلة الماضية، ضم عبد ربه منصور مع أبناء وإخوة وأبناء إخوة الرئيس، الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية في اليمن، من دون أن يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع، بحسب المصدر المقرب من الرئاسة.
وفي تعز (جنوب غرب)، قتل أربعة جنود من الحرس الجمهوري وثلاثة مسلحين مدنيين الأحد في اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط القصر الجمهوري، بحسب ما أفاد شهود عيان ومشاركون في الاشتباكات. وبدا الوضع هادئًا نسبيًا في صنعاء بعدما سمعت طلقات نارية متقطعة خلال الليل، لكن ثلاثة جنود منشقين قتلوا في انفجار عرضي وفق مصدر عسكري.
على صعيد آخر، قتل تسعة جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء السبت عناصر من القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية، التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما أفاد مسؤول الأحد. وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، أصيب جنديان بجروح جراء انفجار قذيفة أطلقت من جهة مجهولة على موقع للجيش في حي خور مكسر.