في المسرح نلتقي لنرتقي

بمناسبة توطين فرقة مسرح أبعاد بالمركز الثقافي مديونة، عقدت إدارة الفرقة ندوة لتقديم الخطوط العريضة لبرنامجها الثقافي، أطرها الكاتب المسرحي الحسين الشعبي، حيث ذكر أن فرقة أبعاد تعيش تجربتها الأولى في ما يخص التوطين، وهو ما يشكل تحديا حقيقيا بالنسبة إليها، مستحضرا الصعوبات والإكراهات التي يمكن أن تواجهها في تطبيقها لدفتر التحملات، من حيث إنتاج الأعمال المسرحية وتنشيط المحيط الثقافي وتنمية المهارات الإبداعية لفئة الشباب.
 واستعرض رئيس فرقة مسرح أبعاد ومخرجها عبد المجيد شكير، الخطوط العريضة لبرنامج توطين فرقته، حيث أشار إلى أنه يتحدد في ثلاثة محاور كبرى، أولاها إنتاج العمل المسرحي، حيث وقع الاختيار على تشخيص مسرحية “المقامة البهلوانية” للكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، مذكرا بأن هذا النص المسرحي هو الوحيد في رصيد برشيد الذي لم يسبق أن اشتغلت عليه أي فرقة مسرحية، مما يشكل تحديا ذا مواصفات خاصة.
 وأوضح شكير في هذا السياق أنه حرص على تطعيم الفرقة التي ستجسد هذا العرض المسرحي، بممثلين من منطقة التوطين، من طيط مليل ومديونة، يتوفرون بالخصوص على بطاقة الفنان.
كما لفت الانتباه إلى أنه من حسنات هذا العمل المسرحي، أنه يتشرف بعودة المسرحي إبراهيم وردة، الذي يحمل على عاتقه الإدارة الفنية للمشروع.
ويتكون طاقم العرض المسرحي الجديد لفرقة مسرح أبعاد، بالإضافة للمؤلف عبد الكريم برشيد، والمخرج عبد المجيد شكير، من السينوغراف عبد اللطيف مفيد؛ والممثلين: عبد اللطيف خمولي ـ منير أوبري ـ بشيري بنرابح ـ عبد الهادي الفيلالي ـ عبد الفتاح عشيق؛ والتقنيين: عبد الفتاح لمكشط (الإضاءة) ـ مصطفى وردي (الإصاتة والموسيقى) ـ فتيحة سايح (الملابس والماكياج) ـ يوسف شكير (المحافظة وإدارة الخشبة)، ويسهر على الإدارة الفنية للمشروع الفنان إبراهيم وردة.
المحور الثاني ضمن البرنامج الثقافي لتوطين الفرقة، يتجلى – حسب تأكيد رئيسها – في تطوير المهارات والثقافة المسرحية، اعتمادا على أربع ورشات تكوينية تشرف عليها فوزية انجيمي، وهي:
> ورشة تقنيات الكتابة المسرحية، تأطير الكاتب المسرحي والدراماتورج عبد المجيد سعد الله.
>  ورشة العبير الجسدي: تأطير الممثل والفنان المسرحي والسينمائي ربيع بنجحيل.
> ورشة المصارعة الركحية: تأطير الممثل والفنان المسرحي والسينمائي عادل أبا تراب.
> ورشة الإضاءة المسرحية والصوت: تأطير التقني المحترف ياسين الحر.

إلى جانب ذلك، تمت برمجة ندوات فكرية ومحاضرات تتنوع مواضيعها، ويشرف عليها الدكتور محمد فرح وتتوزع كما يلي:

الندوات الفكرية:

> ندوة “المسرح المغربي: النشوء والارتقاء” بمشاركة: د. عبد الرحمن بنزيدان ـ د. محمد لعزيز. والتي نظمت بمثابة الدرس الافتتاحي للتوطين.
> ندوة “المسرح الأمازيغي: الخصوصية والتجليات” بمشاركة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
> ندوة “خصوصية الدرس المسرحي” بمشاركة: د. ميلود بوشايد ـ ذ. نور الدين زيوال.

المحاضرات:     

إلى جانب هذه الندوات الفكرية الثلاث، هناك سلسلة من المحاضرات التي تساهم في تدعيم الثقافة المسرحية لدى المستفيدين، تمت جدولتها كالتالي:
> محاضرة بعنوان: “النظريات الكبرى في المسرح” بمساهمة دة. سميرة لعسيري
> محاضرة بعنوان: “الإخراج المسرحي ومدارسه الأساسية” بمساهمة د. هشام بلهاشمي.
> محاضرة بعنوان: “المسرح العربي: التاريخ والتجارب” بمساهمة د. عمر الرويضي.

لقاءات وجلسات حوارية

ويتضمن أيضا البرنامج الثقافي للتوطين لقاءات وجلسات حوارية تتوزع حسب التنويعات الآتية:

> المسرح المغربي.. أجيال وتجارب:
 وهي سلسلة من اللقاءات بمبدعين مسرحيين مغاربة، تركوا بصماتهم واضحة في المشهد المسرحي المغربي، تتم استضافتهم في لقاء مباشر مع الجمهور العام في حوارات مفتوحة، ويتمفصل هذا المكون إلى عنصرين اثنين/ أو صيغتين من اللقاء:
> لقاء مع فنان: ويضم برنامجه استضافة كل من الكاتب المسكيني الصغير ـ الممثلة ثريا جبران ـ الفنان عبد الحق الزروالي.
> الماستر كلاس: يستمع، ضمنه، الجمهور إلى تجارب كل من: الكاتب محمد قاوتي والممثلة سعاد خيي والمخرج عبد الإله عاجل.
وستكون جلسات الماستر كلاس مرة كل شهرين بتناوب مع جلسات لقاء مع فنان، وبذلك تصير فقرة “المسرح المغربي..أجيال وتجارب” فقرة شهرية تنعقد بانتظام وتشرف عليها خديجة سوكدالي.

  2 في حضن المسرح.. لقاء مع الطفل:

إنه لقاء نوعي كما تدل عليه تسميته، عبارة عن جلسات خاصة بالأطفال مع فنانين لهم تأثير مباشر عليهم، وفي هذا الإطار ستستضيف فقرة “في حضن المسرح” كلا من الفنانين: كمال كاظمي (صاحب شخصية حديدان) ـ كريمة وسّاط (المعروفة بهيفاء) ـ التهامي جناح (نجم سلسلة السنابل) .

> الإمتاع والمؤانسة..
ذاكرة ابن امسيك المسرحية:

وهي سلسلة اللقاءات مع الجيل المؤسس للفعل المسرحي بمنطقة ابن امسيك، الذي وصل بالمنطقة مسرحيا إلى مهرجان بغداد للمسرح العربي بالعراق، ومهرجان دمشق للفنون المسرحية بسوريا، الشخصيات المقترحة لجلسات “الإمتاع والمؤانسة” تضم كلا من الفنانين: محمد الطبعي ـ صالح العسري ـ علي شوقي.
وأسندت مهمة الإشراف على تسيير وتنشيط “حضن المسرح” و”الامتاع والمؤانسة” للفنان المخرج والمنشط أحمد لحبابي.
أما المحور الثالث في هذا البرنامج، فيتعلق بالتنشيط الثقافي المسرحي، المتمثل بالخصوص في مهرجان الويكاند المسرحي المزمع عقد دورته الخامسة خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 15 ماي الجاري بالمركب الثقافي كمال الزبدي، تحت شعار “في المسرح نلتقي لنرتقي”، بحضور فرقتين مسرحيتين من تونس وفلسطين. كما يضم هذا المحور فقرة بعنوان “استضافات مسرحية” وهو عبارة عن لقاء مع مسرحيين أجانب، بالإضافة إلى مهرجان المسرح المدرسي.   
  وكانت مداخلة الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، مؤلف مسرحية “المقامة البهلوانية”، عبارة عن شهادة حول المعاني السامية للمسرح، مشيدا بالمشروع الثقافي لفرقة مسرح أبعاد، حيث اعتبره شاملا ومتكاملا وطموحا، يجمع بين ما هو أكاديمي ومدرسي، عربي وأمازيغي، كوني ومحلي، وأوضح أن ذلك لم يفاجئه، علما منه بأن الفرقة تتأسس على سواعد شابة، وبالتالي فإن ما تنتجه لا يمكن إلا أن يكون مبنيا على الطموح والتحدي. وأبدى تفاؤله بنجاحها بامتياز، وبأن شروط النجاح متوفرة، متمنيا لها الاستمرار.
 وتدخلت بعد ذلك المديرة الجهوية لوزارة الثقافة حفيظة خويي، حيث ذكرت أن الرهان على التوطين المسرحي بمنطقة مديونة، رهان في محله، مع العلم أنها تفتقر إلى أرضية ثقافية، غير أن ثقتها في اجتهادات إدارة فرقة أبعاد، يجعلها تطمئن على نجاح المشروع، سيما وأنه تلتف حولها أسماء وازنة.  ومن شأن ذلك – تضيف حفيظة – أن يساهم في القطع مع التهميش الذي ما فتئت تعاني منه المنطقة.
 وعبرت عن إعجابها بالعروض المسرحية لفرقة مسرح أبعاد، بالنظر إلى أنها كانت حريصة دوما على تقديس اللغة العربية وتقديس المسرح في حد ذاته. 

عبد العالي بركات

Related posts

Top