جريا على عادته، عرف ” ابن الموصل “، قيصر الأغنية العربية ” و ” ابن الضفتين”، كما يلقبه عشاقه عبر جميع جهات العالم، المغني العراقي كاظم الساهر، كيف يثير مرة أخرى أحاسيس جمهوره العريض ، الوافد بكثرة لتقدير أغانيه الأصيلة الرائعة، وذلك بمناسبة الدورة الأولى لمهرجان إفران الدولي، المنظم مؤخرا تحت شعار ” تلاقي ” من قبل جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية، بشراكة مع جمعية فاس سايس.
أحيى السهرة الافتتاحية الرائد كاظم الساهر والديفا المغربية لطيفة رأفت. وقد حضر هذا الحفل الناجح، بكل المقاييس، ما يزيد عن الخمسين ألف متفرج، والذي تميز بحضور السيد لحسن السكوري، وزير الشباب والرياضة، السيد محمد القباج، رئيس جمعية فاس سايس، السيد امحند العنصر رئيس جهة فاس – مكناس، والي الجهة السيد زنيبر والعديد من الشخصيات الأخرى، إضافة إلى ممثلي السلطات العمومية والهيئات المنتخبة.
حقق المهرجان / الحدث، كما أسلفنا نجاحا باهرا، بشهادة 300.000 مصطاف الذين تدفقوا على خشبة أرز بلادي طيلة أيام المهرجان الثلاثة. وصرح لنا، بهذا الخصوص، السيد عبد الحميد المزيد، عامل إفران الذي كان وراء المبادرة بتنظيم هذا المهرجان: ” بكل صراحة، لم تكن سهرات هذا المهرجان نموذجية وحسب. لقد هزت الخشبة وحركت أحاسيس الجمهور الذواق “. وبهذه المناسبة، سلم السيد العامل مفتاح المدينة للفنان المتميز كاظم الساهر بموقع أرز بلادي، مؤكدا قناعته بان ” هذه هي الطريقة المثلى التي تمكننا من إنعاش السياحة بالإقليم خلال فصل الصيف “.
بالرغم من الشعبية الواسعة التي يتمتع بها، فإن الفنان كاظم الساهر قد أبان خلال السهرة التي أحياها على تمكنه من إبداعية كلاسيكية تجعله وريث تقاليد نبيلة في الغناء دون منازع. وليس ذلك بالأمر الغريب حين نعلم أنه اتخذ كأستاذ له عازف العود الكبير الراحل منير بشير، الذي يعتبر مرجعية لا تضاهى لها مكانتها الرفيعة في سجلات الموسيقى العربية: ” أود، قبل البدء، أن أحيي بكل حرارة منظمي المهرجان الدولي لإفران الذي حرصوا على حسن سير فعاليات هذه الدورة التي أبانت على أصالتها على أكثر من مستوى. إنها مبادرة محمودة من قبل الساهرين على هذا الحدث الفني الذي يسعى إلى أن يكون بؤرة للإبداعية، وفضاء للقاء بين الفنانين المغاربة وأشقائهم الأجانب. ما جعل موقع أرز بلادي، المحتضن لفعاليات الدورة الأولى، يحتفي بمختلف التعبيرات الموسيقية المنعشة للأرواح الجماعية.
فعلا، إنه مهرجان فريد من نوعه يجعل المدينة تعيش على إيقاعات موسيقية منفتحة على جميع جهات العالم. والمؤكد أنني قضيت رفقة هذا الحشد الكبير من العشاق والعاشقات ليلة لا تنسى. و من حق هذا الجمهور الرائع أن يعيش لحظات ممتعة مع أبرز ممثلي الأغنية الراقية. لقد أسعدتني كثيرا لحظات التلاقي والتفاعل التي زاد من حماسها ودفئها جمهور له ذوق رفيع في مجال الطرب الأصيل “، صرح لنا الفنان كاظم الساهر.
للإشارة فقد شارك في سهرات ليالي المهرجان النجم الفرنسي جيمس ومغني الراب الموهوب الفنان المغربي مسلم. كما زاد من حماس الجمهور الفنان أحمد شوقي والديفا نجاة اعتابو. أما في ما يتعلق بفقرات الطبخ، فقد تميزت بمشاركة كبار الطباخين و المتخصصين على الصعيد الوطني: الشاف موحى، مريم الطاهيري، الشاف رشيد؛ بالإضافة إلى المتفوقين في برنامج ” ماستر شاف المغرب ” : حليمة، سيمو، سكينة وعادل، الذين حلوا بإفران لإعداد أطباق شهية و إغناء فقرات التظاهرة.
بخصوص الروح التي طبعت فعاليات الدورة الأولى، صرحت لنا السيدة آسيا هيجري، رئيسة جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية: “إضافة إلى خلق حدث يميز فصل الصيف، فنحن نطمح، من خلال هذه المبادرة، إلى الإسهام في الانفتاح على مختلف الثقافات. بذلك، فقد حفزتنا، و ألهمتنا إلى أبعد الحدود النظرة المستنيرة لعاهلنا الملك محمد السادس لإنعاش التراث الثقافي المغربي وإضفاء قيمة عليه، الإسهام في بروز مواهب جديدة وتعريف العالم على الصورة الحقيقية لمغرب اليوم، كفضاء للقاء بين الثقافات حيث تتناغم الحوارات وتنتشر كما الألوان والأشكال”.
ومن جهته، أوضح السيد عبد القادر الوزاني، مدير جمعية فاس سايس، المنظم المنتدب: ” بفضل مبادرة إقليم إفران ومختلف الفاعلين في مجال الفنون والثقافة، بما فيهم الجماعات المحلية، أمكننا النجاح في مهمة تنظيم هذا الحدث الفريد؛ مهمة المشاركة في الإنعاش والتنمية المستدامة لمدينة إفران بكامل تمظهراتها، من خلال مشاركة مجموعة متميزة من الفنانين أمثال: كاظم الساهر، لطيفة رأفت، حوسا 46، موسليم، جيمس، عبد العزيز أحوزار، أحمد شوقي، نجاة عتابو، إكرام عبد العزيز، في سياق روح يطبعها الانفتاح، التلاقي والتبادل. ونحن نشد بحرارة على أيدي جميع الفنانين، مغاربة وأجانب، الذين اقتنعوا بأن الفن نافذة مفتوحة على باقي الثقافات والحضارات. وبذلك، أصبحت إفران اليوم بمثابة الملتقى الثقافي بامتياز. وأنا جد مسرور لتعدد وتنوع أساليب التعبير والاستلهام الثقافي الذي ساهمت به المدينة “.
منصف عبد الحق