قالت سعاد أولحاج الحكمة الدولية المساعدة، أنها التحقت بميدان التحكيم بعصبة الغرب لكرة القدم، حيث كانت الظروف ملائمة للتكوين وتحقيق الطموح، مضيفة أن اللجنة الجهوية بالعصبة ساعدتها وفسحت لها المجال للمارسة والاستفادة من تجارب الآخرين.
وأضافت أولحاج في حوار خصت به بيان اليوم، أنها دخلت التحكيم في الساحة الدولية، حيث استفادت من التجمعات التدريبية من التكوين على الصعيدين القاري مع الاتحاد الإفريقي والدولي(الفيفا).
وقالت الحكمة الدولية المساعدة إنها ولجت مدار التحكيم بدافع الفضول رفقة أختها وبإصرارها اختارت الاستمرار والتشبث بالطموح في وقت توقفت أختها وانسحبت لظروف عملها… وفي ما يلي نص الحوار..
كم سنة قضيت في ميدان التحكيم بملاعب كرة القدم؟
>عشرون سنة وأنا في المجال أقود مباريات كرة القدم وقد التحقت بالميدان في سن الرابعة والعشرين، وكانت الظروف ملائمة للتكوين وتحقيق الطموح وكانت بدايتي آنذاك في عصبة الغرب وسط الحكام الرجال وضمن لجنتها الجهوية..هذه اللجنة ساعدتني وفسحت لي المجال للممارسة والاستفادة من تجارب الآخرين وبفضل ذلك أتواجد في المكانة الحالية دوليا….> ما هي الدرجة الحالية؟
> أنا في رتبة حكمة دولية مساعدة منذ سنة 2005 حيث ارتقيت إلى هذه الدرجة، وفي سنة 2005 دخلت التحكيم في الساحة الدولية حيث أستفيد من التجمعات التدريبية من التكوين على الصعيدين القاري مع الاتحاد الإفريقي والدولي(الفيفا).> هل ساعدك أحد في العائلة على ولوج الميدان…وهل هناك نموذج قريب في المحيط مرتبط بكرة القدم؟
> لا أحد في عائلتي يمارس لعبة كرة القدم..وقد دخلت مدار التحكيم بدافع الفضول رفقة أختي وبإصراري اخترت الاستمرار والتشبث بالطموح في وقت توقفت أختي وانسحبت لظروف عملها…> التظاهرات العالمية التي شاركت في قيادة مبارياتها حتى الان؟
> منذ سنة 2005 ارتقيت إلى الرتبة الدولية في التحكيم عن طريق المثابرة والاختبارات، وأنا اشارك في قيادة المباريات في جميع المناسبات القارية الخاصة بالإناث
قدت مباريات لمنتخبات نسوية في مختلف الفئات العمرية…الدورات الثلاثة للاتحاد العربي لكرة القدم وأربع بطولات افريقية إضافة إلى كاس العالم للكبيرات والألعاب الأولمبية .> أقوى المباريات التي ساهمت في قيادتها في مسارك التحكيمي؟
> لن أنسى المباراة الأولى التي شاركت في قيادتها وكانت في منافسات كأس العالم سنة 2006 في روسيا ودارت بين المانيا وانجلترا (إناثا) وعادت نتيجتها لفائدة منتخب المانيا…> سعاد أولحاج امرأة تقود مباريات في كرة القدم في الدوريات المحلية الخاصة بالرجال كيف ذلك؟
> في أولى الخطوات والسنوات واجهت صعوبات لأنها بداية ولوج العنصر النسوي مجال التحكيم التي اقتصر لسنوات على الذكور…وأعتقد أن الإقناع ساهم فيه المردود وأسلوب العمل في المباريات وتم قبول هذه المشاركة النسائية في كرة القدم الوطنية…
ومردود الحكمة في الميدان هو الذي يشفع لها في الوجود والحضور والمشاركة…وشخصيا كنت حريصة على الجدية والاجتهاد في العمل إضافة إلى الحضور المقرون بالاحترام وبذل الجهد في المباريات وهذه العوامل ساهمت في اقترابي من الجمهور وقبولي لديه في مباريات الرجال والنساء في مختلف الأقسام.
> هل طلب منك الحضور والتألق تضحيات في المسار؟
> لابد من التضحيات في كل مجال وقيمة البذل والجهد توازي النتائج، وكان لابد من البحث والاجتهاد والمتابعة لأساليب الحكام في المباريات وطنيا ودوليا والحمد لله تضحياتي وما قدمت من بذل وعطاء لم تضع وقد أعطاني الميدان الرياضي الكثير والحمد لله..> ماذا أعطاك ميدان التحكيم في مدار كرة القدم؟
> أعطاني التحكيم الكثير وبفضله لي الآن نظرة جديدة في الحياة إضافة إلى التعارف والتآخي مع عدد كبير من الفعاليات الرياضية…وبفضل الميدان لي الان اسم ورتبة، حكمة دولية، وتعرفت على أناس كثر كسبت صداقتهم الصادقة، وأسرتي الكبيرة تكبر اليوم من يوم لآخر…
وفي ممارسة التحكيم سفريات… رحلات واكتشاف مساحات أخرى في جغرافيا العالم… ومكنني ذلك من الوقوف على عادات وتقاليد أخرى..ومجال التحكيم كبير وواسع…> يبدو أنك قدت مباريات في جميع القارات في العالم؟
> أكيد…. أخذني التحكيم في ميدان كرة القدم إلى عدة ملاعب في مختلف القارات في العالم والرياضة ليست لها حدود…هي لغة فنية وإبداعية عالمية علمتني الكثير وأنا مدينة لها بالكثير.> هل هناك ذكرى أليمة في مسارك التحكيم…مباراة صعبة مرفوقة بالشغب مثلا؟
> نعم عشت ذلك الألم في مباراة الدوري الوطني النسوي.. مباراة كان فيها الانضباطوالشغب… فريق لم يقبل قرارا وأنتج التوتر والفوضى وحدثت أشياء لم يكن الميدان في حاجة إليها…ولا أعتقد أن خطأ يمكن أن يهيج فعاليات فريق ويدفعهم إلى الفوضى ومس طاقم التحكيم في كرامته…> من ساعدك في ميدان التحكيم؟ العائلة أو المحيط؟
> بالطبع لايمكن للحكم أو الحكمة الوصول دون عون ومساعدات وبفضل الله وجدت من ساعدني وكان لي الدعم من العائلة التي قبلت دخولي ميدان كرة القدم من باب التحكيم رغم الصعوبة المعروفة…وقبلت ان استمر وألتزم بعد البداية المرتبطة بالهواية…ومع العائلة العصبة التي انتمي إليها « الغرب» وفيها أساتذتي وبها تكونت وتعلمت إلى جانب أصدقائي الحكام الذين ساعدوني كثيرا بنصائحهم وتجاربهم..وقد جاورت الكثير منهم (حكمات وحكام) ولكل منهم…
شخصية وحضور وأسلوب..ومنهم تعلمت واستفدت من النصائح واللجنة المركزية للتحكيم بجميع مكوناتها وكذا رئيس الجامعة… الكل ساعدني وساهم في تغذية طموحي لأستمر.. وحاليا لي أصدقاء كثر في ميدان التحكيم في عصبة الغرب وخارجها…وأشكر الجميع…واتمنى أن أكون دائما عندحسن ظن الجميع…> هل ندمت يوما عن ميدان التحكيم؟
> أبدا…لم أندم يوما على ولوج ميدان التحكيم ولم أواجه مشاكل كثيرة والإكراهات كانت قليلة بفضل تربيتي وأخلاقي ورغبتي في إنجاح المسار وكذا رضى الوالدين…> بفضل شخصيتك وتربيتك لا يجرأ أحد على مساومتك أو جرك على التلاعب؟
> في مشواري لمدة عشرين سنة لم يجرأ أحد على مساومتي أو الدفع بي إلى التلاعب أو المساومة في قيادة مباراة.. أحترم نفسي وسمعتي وأرضي ضميري مع الله؟> رأيك في التحكيم في كرة القدم المغربية؟
> مقارنة مع الماضي التحكيم المغربي في تطور والدليل في الحكم والقيمة والمستوى الذي تفرزه البطولة الاحترافية وشخصيا أرى التحكيم المغربي بخير مقارنة مع دول أخرى إفريقية…> رسالة الحكمة الدولية المساعدة سعاد أولحاج لمن؟
> رسالتي أوجهها أولا إلى المجتمع الرياضي المغربي ليقبل المرأة لأن لها حقوق في الميدان على غرار جميع الميادين في الوطن.. وتاريخ الرياضة الوطنية حافل بإنجازات المرأة بالأرقام والإحصائيات والإشعاع ورسالة أيضا إلى الحكمات المغربيات للتشبث بالأمل والإصرار والاستمرار والبذل والعطاء ميدانيا وأتمنى للواعدات منهن مستقبلا زاهرا بإذن الله…
حاورها: محمد ابوسهل