يخوض فريق الرجاء البيضاوي مساء غد السبت على أرضية مركب الرباط المباراة النهائية لكأس البطولة العربية في كرة القدم، والتي تحمل هذه السنة اسم جلالة الملك محمد السادس.
ويعد الوصول إلى المباراة النهائية لهذه المسابقة العربية، انتصارا حقيقيا، بالنظر إلى الإكراهات بسبب تداعيات وباء كورونا، فهذه النسخة انطلقت خلال شهر غشت من سنة 2019، وكان من المقرر أن تختتم خلال شهر أبريل من سنة 2020، إلا أن الظروف الصعبة التي عاشها العالم ككل، جعلتها تعرف مجموعة من التعثرات والصعوبات، إلى درجة كان هناك حديث عن إمكانية إلغائها بالمرة، إلا أن إرادة الاستمرارية لدي الاتحاد العربي للعبة، ومعه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كانت أقوى، حيث تم التمسك بإجرائها، وهي اليوم تصل المباراة النهائية، والتي تجمع بين ناديين عربيين كبيرين، هما الرجاء والاتحاد السعودي، كما لها رمزية خاصة بحكم أنها تحمل اسم جلالة الملك محمد السادس.
وعلى هذا الأساس يعد وصول الفريقين معا إلى الموعد الختامي، إنجازا في حد ذاته، فبالرغم من تعدد الالتزامات وكثرة المواعيد، فإن الناديين تمكنا من تحقيق نتائج لافتة، وهذا جانب آخر من الجوانب المؤثرة بمسار هذه المسابقة العربية.
فالمشوار الناجح للرجاء، بدأ منذ ثلاث سنوات تقريبا، وانطلق بتحقيق فوز على هلال القدس بثلاثة أهداف، ثم تعادل مع الوداد ذهابا وإيابا، في ديربي تاريخي مثير، وكان التأهيل لصالح الخضراء، بعد الاحتكام إلى قاعدة الهدف خارج الأرض.
وبنفس الطريق، جاء التأهيل أيضا على حساب مولودية الجزائر في ربع النهائي، ليتمكن في دور النصف من إقصاء الإسماعيلي المصري.
أما بالنسبة لمشوار الاتحاد، فتمكن من الفوز على العهد اللبناني بثلاثية نظيفة، ثم واجه الوصل الإماراتي وفاز عليه 4-1، كما واجه أولمبيك أسفي وتمكن من تجاوزه بنتيجة 2-1.
في نصف النهاية، كان الفريق السعودي على موعد مع كلاسيكو قوي ضد الشباب، وانتهى لقاء الذهاب فيه بالتعادل، ليقتنص “النمور” فوزا ثمينا في الإياب.
مسار جيد ومتوازن للفريقين معا، يؤكد أن وصولهما للموعد الختامي، لم يكن أبدا سهلا ولا في المتناول، وهذا ما يعد بمباراة قوية ومثيرة بين الفريقين، إلا أن هناك معطيات، لابد وأن تأخذ بعين الاعتبار.
فالظرف الحالي يعرف اختلافا واضحا في الاستعداد بين التشكيلتين، فالرجاء تعاني من كثرة التغييرات، بعد مغادرة مجموعة من اللاعبين الأساسيين، وفي مقدمتهم الهداف بين مالانغو، والمدافع سند الورفلي، وعبد الرحيم شاكر وغيرهم، كما أن الاستعدادات لم تنطلق إلا قبل أسبوعين فقط، وعرفت ارتباكا كبيرا بسبب إضراب اللاعبين عن خوض الحصص التدريبية، احتجاجا على عدم التوصل بمستحقاتهم المالية، وهو سلوك انتقدناه في حينه وبقوة.
وقد ظهر تأثير غياب الاستعداد الكافي، خلال المباراة الودية التي أجراها النادي الأسبوع الماضي بإيطاليا ضد أي. سي روما الايطالي، حيث حصد الفريق المغربي هزيمة ساحقة، وصلت إلى خمسة أهداف لصفر.
بالمقابل، يوجد الاتحاد في قمة الاستعداد، فهو يستفيد من انطلاق الدوري السعودي، إذ خاض أول مباراة له ضد الرائد، وفاز فيها بثلاثة أهداف، وأمام حضور جماهيري لافت، كما يضم بين صفوفه مجموعة من اللاعبين المتميزين، خاصة الأجانب منهم.
فعدد الأجانب بهذا الفريق السعودي، يصل إلى خمسة لاعبين من بينهم الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي، ولاعب الوسط المتألق المغربي كريم الأحمدي، والصفقة الجديدة إيجور كورنادو، كل هذه المعطيات أن الظرف الحالي يعرف غياب التكافؤ بين الناديين.
إلا أن التجربة علمتنا أن لاعبي الرجاء عودونا على ركوب التحدي، وعدم الاستسلام، خاصة خلال المواعيد الكبرى، وكثيرا ما تمكنوا من تجاوز المواقف الحرجة، وتحقيق انتصارات مدوية، لأن الطموح والرغبة وثقافة الفوز، تمكن أحيانا من تجاوز الإكراهات، وهذا ما تؤمن به حاليا كل مكونات الرجاء.
نتمنى أن يوفق الفريق المغربي في تحقيق الفوز، صحيح أن المهمة جد صعبة، لكن المستحيل ليس رجاويا، خاصة وأن إغراء المنحة المالية المهمة، يحفز كثيرا كل مكونات الرجاء.
محمد الروحلي