أحادي النشاط

تتواصل الأزمة التي يعيشها فريق الرجاء البيضاوي، وتستفحل فصولها وتبعاتها المدمرة، والنتيجة تشتت وعجز تام عن لم الشمل، وفشل كل محاولات جمع الشتات واحتضان الكفاءات المنتمية للنادي الأخضر، بل خاب الأمل في عودة الرجاء إلى سابق عهدها.
لم تعد الرجاء تعاني فقط من إفلاس حقيقي على المستوى المالي، بل خربت تخريبا مع سبق الإصرار والترصد، لا إداريا ولا تنظيميا ولا قانونيا، والنتيجة كيان منخر من الداخل، عاجز عن التطلع مرة أخرى للمستقبل بعيون متفائلة.
وأمام الهروب الجماعي لمن يسمون بـ “الحكماء”، وهم أساسا الرؤساء السابقون الذين شهر بهم أمام الملا، ونكل بهم تنكيلا، لا لسبب، إلا لأنهم شكلوا دائما العيون الساهرة على مصلحة الرجاء، وكانوا دائما الضمان لوحدة النادي، وكثيرا ما تدخلوا تدخلات حاسما وفعالة، كلما كانت الرجاء في حاجة إلى دعم ومساندة مستعجلين.
هذه الضمانة التي كان يشكلها أبناء الرجاء، انتفت نهائيا بعدما فضل الحكماء الانسحاب في صمت، ليجد الفريق نفسه أمام فراغ مهول، اللهم من أناس يعبثون بمصير الرجاء، وهم يعتقدون أنهم يخدمون مصالحها، إلا أنهم في الواقع يساهمون في تغذية التفرقة والتشرذم والصراعات التي لا تخدم مصلحة النادي، غير عابئين بالدور المريب الذي يلعبه البعض، ممن يسعون دائما إلى جعل الرجاء مجرد وسيلة للكسب والاسترزاق والاستفادة المالية.
والآن والرجاء تعيش أسوأ أزمة في تاريخها، وجدت نفسها أمام مفترق الطرق، بل أمام حالة غير عادية تماما، ولا تنسجم مع القوانين الجاري العمل بها على الصعيد الوطني، والحالة الشاذة هنا تبرز على مستوى التنظيمي، بين المكتب المديري ككيان فاقد للقدرة على الفعل والتأثير، وما يسمى بالمجلس الإداري الأحادي النشاط، والذي يشرف فقط على تسيير شؤون فرع كرة القدم.
هذه “التخريجة” العجيبة والغريبة، ابتدعها الشاب محمد بودريقة عندما كان رئيسا للفريق، والسبب سعيه للانفراد بفرع كرة القدم بما يتوفر عليه من إمكانيات، وأساسا أكاديمية الرجاء، وعزلها تماما عن باقي الفروع ولأجل الوصول إلى هدفه، تم خلق هذا الكيان الغريب والذي سماه المجلس الإداري الأحادي النشاط.
والغريب أن المنخرطين الذين “يناضلون” اليوم من أجل إصلاح الرجاء، هم من باركوا خطوة الرئيس السابق، وهم من لجؤوا مرة أخرى إلى المكتب المديري الذين نسفوه من قبل، وتركوه جسدا بدون روح، وهذا اللجوء يبدو أنه مجرد وسيلة لتصفية الحساب مع الرئيس الحالي سعيد حسبان المصر على البقاء، ومواصلة فضح الأخطاء الفظيعة التي ارتكبها سلفه محمد بودريقة.
إنه العبث بعينه، يحدث دون تدخل أي جهة لوقف النزيف، فالحل لأزمة الرجاء غير ممكن في ظل استمرار حرب الطوائف والصراعات، المبنية على النزعة الفردية والمصلحة الخاصة، والتصورات التي لا تخدم الرجاء، بقدر ما تخدم مصالح شخصية فقط ولا غير.
الحل بالنسبة للرجاء هو العمل على إعادة اللحمة للجسد الواحد، وجمع الشمل وتوحيد صفوف العائلة الرجاوية، كما كانت من قبل، والولاء فقط للرجاء، وليس للأشخاص فهم آيلون للزوال طال الدهر أم قصر …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top