أزمة كورونا ترخي بظلالها على مهنيي سيارات الأجرة

أرخت أزمة جائحة كورونا بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية بالمغرب، المهيكلة منها وغير المهيكلة، نتيجة التوقف الاضطراري بسبب الحجر الصحي الذي أملاه فيروس كورنا “كوفيد-19″، حيث وجدت العديد من القطاعات نفسها عاجزة اليوم عن استئناف العمل بشكل سلس.
وقطاع سيارات الأجرة، بصنفيها الأول والثاني، واحد من المجالات التي تضررت بشكل كبير بحسب العديد من المهنيين، الذين خرجوا للاحتجاج بمجموعة من المناطق على مستوى التراب الوطني.
وتطالب مختلف الهيئات المهنية بضرورة إنقاذ القطاع الذي أصبح غارقا في سلسلة من الديون والواجبات المطالب بأدائها بعد ثلاثة أشهر من التوقف، الأمر الذي جعل العديد من المهنيين ينفجرون في وجه السلطات المحلية، كما حدث بكل من مدينة الرباط وسلا وتمارة والقنيطرة، بعد إصدار الولايات الأمنية لقرار يقضي بالتوقف الكلي لعمل سيارات الأجرة منذ بداية الحجر الصحي.
وفي هذا الصدد، قال عبد الرحيم امعياش، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لقطاع سيارات الأجرة “CDT”، إن المتضرر الأول في القطاع من فيروس كورونا هو السائق المهني لسيارات الأجرة، يتبعه كلا من المستغل، ثم صاحب المأذونية.

وأكد عبد الرحيم امعياش، في تصريح صحافي لجريدة بيان اليوم، أن السائق المهني وجد نفسه خلال فترة الحجر الصحي في ورطة، لا سيما وأن الدعم الذي تلقاه والمتراوح ما بين 800 و1200 درهما لن يكفيه لتوفير حاجياته الضرورية.
وأوضح امعياش أن المستغل هو الآخر تضرر من هذا التوقف، على اعتبارأنه ملزم بأداء مصاريف يومية خاصة بالسيارة تتعدى 170 درهما، إلى جانب مطالبة صاحب المأذونية بأداء الواجبات المتفق عليها، ثم واجبات التأمين، والضرائب، ناهيك عن الزيادة في نسبة فوائد القروض المتأخرة.
واشتكى الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لقطاع سيارات الأجرة “CDT” من قرار وزارة الداخلية الوصية على قطاع سيارات الأجرة بصنفيها الكبيرة والصغيرة بالمغرب، والقاضي بعدم تجاوز التنقل بثلاثة زبائن، بالإضافة إلى إلزام السائق بعدم تجاوز المدار الحضري من خلال منع التنقل بين المدن.
وأشار القيادي النقابي إلى أن السائق المهني هو من يتحمل فاتورة هذه الخسائر، مما يجعل وضعه الاجتماعي متأزما في الفترة الحالية، هذا بالنسبة لسيارات الصنف الأولى؛ سيارة الأجرة الكبيرة.

أما بالنسبة للصنف الثاني، أفاد عبد الرحيم امعياش أن سائقي سيارات الأجرة الصغيرة لم يشتغلوا خلال فترة الحجر الصحي، لأن العديد من المرافق العمومية كالمدارس، والقيساريات، والإدارات كانت أبوابها مغلقة، ومن ثم وجدت هذه السيارات نفسها تجول المدارات الحضرية للمدن بدون زبون، متسائلا؛ مع من ستشتغل ؟.
وحول الوقفة الاحتجاجية لمهنيي سيارات الأجرة بمدينة سلا والرباط، الذين تجولوا شوارع المدينتين وهم في حالة هستيرية نتيجة حنقهم من الوضع، كشف امعياش أن المهنيين بجهة الرباط-سلا- القنيطرة، تضرروا بشكل كبير من التوقف النهائي، حيث تم اتخاذ هذا القرار بدون تعويض مادي يذكر، أضف إلى ذلك أن استئناف العمل تم وفق الشروط الأولى القاضية بالتنقل بـ 50 في المائة فقط من الزبناء.
وبخصوص الزيادة في أسعار التعريفات داخل المجال الحضري، أشار القيادي النقابي إلى أن ذلك كان نتيجة عدد المقاعد التي لا تتجاوز 50 في المائة، مشددا بأن الزيادة في التسعيرة تهم هذه الفترة وليست دائمة.
وذكر المتحدث عينه لبيان اليوم، أن الزبناء متفهمين للوضع، ومنهم من يتضامن مع السائق بزيادة بعض الدريهمات لدعمه في هذه الفترة الحرجة التي يجتازها المغرب، وأكد في الأخير على أن الزيادة في التعريفة ليست من اختصاص المهنيين بل إن ذلك مرتبط بقرارات العمالات الترابية.

 يوسف الخيدر < تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top