أوسيمهن.. “البطل الوطواط” الذي أعاد لنابولي مجدها

خروج العين من محجرها و20 كسرا و6 قطع معدنية و18 برغيا… علامات حولت المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن بقناعه الأسود إلى بطل خارق على غرار “الرجل الوطواط”، أعاد إلى مدينة نابولي وفريقها أمجادها وقربها من لقب أول في الدوري الإيطالي لكرة القدم منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

“وكأن وجهه كان تحت آلة ضغط”، هكذا وصف الجراح الإيطالي جان باولو تارتارو إصابة أوسميهن بعد أن أشرف على جراحة في وجه النيجيري منذ قرابة 16 شهرا.

خضع بعد يومين لجراحة ناجحة أبعدته قرابة شهرين، خسر خلالها نابولي صدارته واللقب في نهاية المطاف.

روى جراحه “لم تكن إصابة أوسيمهن كسرا بسيطا في عظم الخد، بل أثرت أيضا على عدة عظام في الوجه. خرجت العين من محجرها. ليس الأمر بسيطا على الإطلاق بل دقيقا للغاية. سحق المحجر بسبب تقوس عظمة الوجنة التي تكسرت”.

تخوف البعض من أن تشكل هذه الإصابة ضربة قاضية على المسيرة اليافعة للاعب الذي كان لا يزال حينها في سن الـ22.

لكن عملية جراحية من ثلاث ساعات ونصف رممت الطرف الأيسر من الوجه وأعادته إلى الملاعب.

شرح الجراح “لمعالجة الكسور، اضطررت إلى وضع ستة ألواح من معدن التيتانيوم و18 برغيا…الجراحة كانت معقدة حقا، حالة وجهه كانت سيئة للغاية”.

عاود أوسيمهن التمارين الفردية بعد قرابة أسبوعين من الجراحة وعاد في منتصف يناير.

بعد أن استدعي في بادئ الأمر ضمن تشكيلة نيجيريا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا مطلع العام الماضي، استبعد بعد ستة أيام لعدم تعافيه كفاية بالإضافة إلى إصابته بفيروس كورونا.

بعد أن سجل خمسة أهداف في 10 مباريات في الدوري قبل الحادثة، عاد بقناع أسود مصنوع من الكربون لحماية منطقة الكسور والسماح له بالاحتكاك الجسدي.

قال جراحه “القناع الذي يعتقد الجميع أنه سهل، لسوء الحظ، يتم تفصيله على نقاط معينة: يلتئم حيث يوجد كسور. علينا أن ندرس قناعا مناسبا لشكله، فهو ليس بالأمر التافه، بل على العكس، هناك عصب. كل شيء معقد للغاية”.

بقناعه، أنهى أوسيمهن الموسم مع 14 هدفا في الدوري وحل نابولي ثالثا بفارق سبع نقاط عن ميلان الذي حقق اللقب.

بعد انتقادات واجهها في موسمه الأول في جنوب ايطاليا حيث كافح من أجل الارتقاء إلى مستوى التوقعات الكبيرة التي صاحبت انتقاله من ليل الفرنسي مقابل 80 مليون يورو في صيف 2019، ومعاناة الموسم الماضي، انفجر أوسيمهن في العام الحالي.

غاب قرابة الشهر في بداية الموسم بعد تعرضه لإصابة في قدمه خلال الفوز 4-1 على ليفربول الإنجليزي في الجولة الأولى من دور المجموعات.

عاد بقوة خارقة ويتصدر راهنا ترتيب الدوري الإيطالي بـ21 هدفا، وشكل إلى جانب الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا ثنائيا رهيبا محليا وقاريا وساهما في وصول نابولي إلى ربع نهائي المسابقة القارية الأم للمرة الأولى في تاريخه.

لا يزال يرتدي هذا القناع ويرتقي من دون خوف أو تردد لتسجيل الأهداف برأسه على غرار هدفيه الأخيرين ضد تورينو (4-0).

أصبح هذا القناع يرمز إلى اللاعب وبات يرتديه العديد من الأولاد وحتى الكلاب أحيانا، تيمنا ببطلهم الخارق.

في مباراة تورينو بالذات، دخل أحد الأطفال الذين يرافقون اللاعبين إلى أرض الملعب وهو يرتدي قناعا وشعره مطلي باللون الأشقر ليبدو مثل النيجيري.

علق أوسيمهن “رأيت شعره الأشقر أيضا ووضع قناعا مثلي. آمل أن ألتقيه وآخذ صورة معه. من الرائع رؤية المحبة من خلال هذه اللفتات، إنه أمر مميز”.

رغم أنه بات بإمكانه نزع القناع بعد أكثر من عام على ارتدائه، يقول طبيب النادي روبرتو روجيرو “أوسيمهن شفي تماما، ما زال يرتدي القناع الواقي لأنه يمنحه شعورا بالأمان”.

حتى أن البعض من سكان نابولي، صغارا وكبارا، اختار تجسيد مظهر النيجيري من خلال طلاء وجوههم باللون الأسود وارتداء الأقنعة كما حدث الشهر الماضي في كرنفال المدينة.

أثار ذلك انتقادات البعض وربطوا الطلاء الأسود بالعنصرية، فيما دافع العديد عن هذا التصرف على غرار مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني الذي قال “حيث يرى البعض عنصرية، لا أرى سوى جمالية”.

جمالية ستعيد إلى المدينة الجنوبية الفقيرة مجدا انتظرته منذ أيام الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي قاد فريقها إلى لقبيه الوحيدين في الدوري عامي 1987 و1990.

Related posts

Top