إيجابية حسم التأهيل مبكرا

يبحث مساء اليوم المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم عن تأهيل مبكر لربع نهاية كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تقام حاليا بالكاميرون، حيث سيواجه بملعب الوحدة بالعاصمة دوالا منتخب رواندا.
والأكيد أن كسب ثلاث نقط من مباراة اليوم سيجعل العناصر الوطنية في وضعية مريحة، كما سيجعل مباراته الثالثة والأخيرة عن المجموعة الثالثة، ضد أوغندا نوعا ما شكلية، إذ من المفروض المحافظة على المرتبة الأولى التي تسمح لها بالاستمرار، بنفس المدينة ونفس الملعب، وإعفائه من تنقل البعثة والطاقم ككل، نحو وجهة أخرى في حالة عدم احتلال المقدمة.
مواجهة رواندا، لن تختلف كثيرا عن مواجهة الطوغو، خاصة وأن الخصم المتعادل في أول مباراة ضد أوغندا، يطمح هو الآخر لتحقيق نتيجة ايجابية، أو على الأقل تفادي الهزيمة، قصد الحفاظ على حظوظه في التأهيل للدور الموالي، وعلى هذا الأساس، فإن المواجهة لن تكن سهلة، على غرار المباراة ضد المنتخب الطوغولي.
فمن المنتظر أن يركن الروانديون هم كذلك، للتكتل الدفاعي وانتظار إمكانية استغلال الحملات المضادة، أو استثمار أي هفوة أو أدنى خطأ من الدفاع المغربي، وهذا ما على المدرب الحسين عموتة الانتباه له، وبالتالي فعدم المغامرة مسألة مطلوبة في هذه الحالة، مع الحفاظ على الرغبة في فرض السيطرة الميدانية المطلوبة، خاصة وأن “أسود الأطلس” من أبرز المرشحين للفوز باللقب الذي يوجد بحوزته.
نسجل ضرورة التسلح بالحيطة والحذر مع أننا نعرف جيدا خطط عموتة، والتي غالبا ما يطغى عليها التحفظ وعدم المجازفة، إلا أن المطلوب هو إيجاد الصيغة المثلى التي تمكن من عدم المغامرة، مع إظهار جدية أكثر في البحث عن الانتصار والإقناع وعدم المبالغة في التراجع التي يكسب الخصم ثقة بالنفس، وهو ما حدث تماما خلال المباراة الأولى، إذ كان بإمكانه تحقيق المفاجأة في اللحظات الأخيرة، وتحقيق نتيجة تعادل مثيرة.
من المنتظر أن يستعيد عموتة خدمات كل من عبد الإله الحافيظي العائد من الإصابة، ورضا الجعدي بعد أن تمت تسوية وضعيته القانونية، وهما من أبرز العناصر التي بإمكانها تقديم حلول كثيرة بوسط الميدان، وهو الضعف الذي عانى منه المنتخب خلال مباراة الطوغو، إذ عجز وليد الكرتي عن القيام بدور الربط وصناعة اللعب، تسهيلا لمهمة لاعبي الخط الأمامي.
كما ننتظر أن تتجاوز العناصر الوطنية ضد رواندا، السلبية التي فاجأت الجميع، وعدم تضييع الفرص بطريقة غريبة، كما حدث لهداف النسخة الخامسة وليد الكعبي الذي غابت عنه النجاعة الهجومية بشكل لا يصدق، وهذا يعود في الغالب للضغط الذي يعيشه اللاعب، وكثرة الأنظار المركزة عليه، من طرف وسائل الإعلام، ومتتبعي الدورة.
ومن شأن كسب الفوز مساء اليوم، تحقيق مهمتين، أولا كسب تأهيل بصفة مبكرة، وثانيا الدفاع عن سمعة وقيمته كمنتخب مرشح لكسب اللقب، خاصة وأنه الفائز بآخر دورة، كما يضم لاعبين مجربين، ليسوا غرباء نهائيا عن مثل هذه المقابلات على الصعيد القاري، إذ صالوا وجالوا كل الأقطار مع فرقهم، تألقوا وأقنعوا وتوجوا، وبالتالي فإن تأقلمهم مع الأجواء الإفريقية جنوب الصحراء لا يشكل لهم أبدا أدنى مشكل.

>محمد الروحلي

Related posts

Top