اختتام أشغال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة برئاسة المغرب

اختتمت، يوم الجمعة الماضي بنيروبي، أشغال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، التي ترأسها المغرب، باعتماد عدة قرارات ومقررات، إضافة إلى إعلان وزاري.
وأكدت هذه الدورة، المنعقدة تحت شعار “إجراءات متعددة الأطراف فعالة وشاملة ومستدامة لمكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث” تحت رئاسة وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، على أهمية تعددية الأطراف وروح التوافق من أجل التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات البيئية.
وتميزت هذه الدورة، التي عرفت حضور أكثر من 5000 مشارك من 190 دولة، باعتماد 15 قرارا، من بينها نصوص رائدة متعلقة بالمياه وتلوث الهواء وتدهور التربة وتدبير المحيطات.
كما اعتمد المشاركون إعلانا وزاريا يؤكد على استعجالية الأزمة البيئية العالمية، فضلا عن التأثير والتهديدات التي تشكلها التحديات البيئية المتعددة. وأشاد الإعلان الوزاري بالمبادئ والنتائج الهامة المتفق عليها في الإعلانات السابقة، كما حدد قائمة من 10 إجراءات يتعين على الوزراء المكلفين بالبيئة السهر على تنفيذها.
وشددت بنعلي، في كلمة بالمناسبة، على أهمية التعاون والتوافق في مسلسل البحث عن حلول، مع وضع المجتمعات الأكثر هشاشة في صلب الأهداف، لضمان “عدم ترك أحد يتخلف عن الركب”.
ورحبت الوزيرة بالتوصل، خلال أشغال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، إلى حلول وإثراء أخرى، مؤكدة على ضرورة العمل الجماعي، لا سيما عبر مختلف المنصات الإقليمية ومتعددة الأطراف.
وقالت بنعلي في هذا السياق “علينا كحكومات أن ندفع نحو إبرام مزيد من الشراكات المتجددة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين”، داعية إلى مواصلة التعاون مع المجتمع المدني، وتأطير وتمكين الشباب المبدع، علاوة على التعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الخيرية.
من جانبها، أشادت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، بليلى بنعلي على قيادتها والتزامها كرئيسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة السادسة، وكذا بجهودها في اعتماد القرارات والمقررات المتفق عليها.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن بنعلي طالبت، خلال ولاية الرئاسة المغربية لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، بإحراز تقدم في تأمين المواد والمعادن اللازمة للانتقال نحو الحياد الكربوني، كما دعت إلى حماية أفضل للبيئة أثناء النزاعات وبعدها.
وقالت أندرسن مخاطبة الوزيرة المغربية “لقد قدمتم قرارات من شأنها أن تساعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة والدول الأعضاء على مواصلة مكافحة المواد الكيميائية والنفايات، فضلا عن العواصف الرملية والترابية”، مرحبة باعتماد الإعلان الوزاري، الذي يؤكد عزم المجتمع الدولي الثابت على إبطاء تغير المناخ، واستعادة المناظر الطبيعة والتربة والحد من التلوث.
وفي ختام أشغال هذه الدورة سلمت بنعلي رئاسة الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة إلى رئيس هيئة البيئة في سلطنة عمان، عبد الله بن علي العمري.

مبادرة “الميزان، تحالف من أجل الأرض”
وعلى هامش الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، ترأست ليلى بنعلي، يوم الثلاثاء الماضي بنيروبي، حفل إطلاق مبادرة “الميزان، تحالف من أجل الأرض”.
وتقدم هذه المبادرة رؤية إسلامية لقضايا البيئة بهدف تعزيز الإجراءات المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة تغير المناخ وباقي التهديدات التي يواجهها كوكب الأرض.
كما تقدم مبادرة “الميزان، ميثاق من أجل الأرض”، التي أعدها علماء مسلمون بارزون من مختلف أنحاء العالم، مبادئ توجيهية ملموسة من أجل حماية البيئة، مستوحاة من مبادئ الإسلام. وتقترح المبادرة، التي وصفها برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتاريخية، سياسات محددة قائمة على الشريعة وممارسات الحفاظ على البيئة التي تتماشى مع التعاليم الإسلامية.
وقالت بنعلي، في كلمة بالمناسبة، إن دعم المملكة المغربية لمبادرة “الميزان” متجذر في التزامها طويل الأمد بالترويج للقيم الإسلامية والحفاظ على البيئة وحوار الأديان، تحت قيادة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضافت الوزيرة المغربية أن المشهد الديني المتنوع في البلاد، الذي يجمع بين الإسلام والمسيحية واليهودية، يؤكد تعلق المملكة بالتعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية، مشيرة إلى أن مبادرات مثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تعمل على الترويج للإسلام المعتدل وحوار الأديان على المستويين الوطني والدولي.
وبحسب الوزيرة فإن مبادرة “الميزان” تتناول بشكل نقدي القضايا الاجتماعية مثل العدالة والمساواة وتدعو إلى نموذج اقتصادي أكثر استدامة يحترم الصحة البيئية ويضمن التوزيع العادل للموارد، على عكس النماذج الاقتصادية السائدة التي تعطي الأولوية للنمو والنزعة الاستهلاكية.
كما تدعو المبادرة إلى عمل جماعي وتعاون دولي، وتحث الأمم والمجتمعات على العمل معا بروح المواطنة العالمية والمسؤولية المشتركة.
وتبرز مبادرة “الميزان” في السياق ذاته أهمية الممارسات الروحية والتعليم من أجل تعزيز التقدير العميق للأرض. كما تسلط الضوء على تأثير التعاليم الإسلامية على المواقف والسلوكيات تجاه البيئة، وتدعو إلى دمج التربية البيئية في برامج الدراسات الإسلامية.

Top