الأمم المتحدة ترصد العوامل المعيقة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة

كشف تقرير للأمم أن التغييرات المناخية والنزعات وانعدام المساواة وجيوب الفقر والجوع المستمر والتوسع الحضري السريع، كلها عوامل تحول دون إحداث تقدم في إنجاز أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح التقرير الذي أعلن عنه أول أمس الخميس، بنيويورك، أن النزاعات وتغير المناخ يعتبران أهم عاملين من العوامل التي تتسبب في تزايد أعداد الناس الذين يواجهون الجوع والتشريد القسري، وهما، فضلاً عن ذلك، يعرقلان سبيل التقدم نحو تحقيق حصول جميع الناس في العالم على الخدمات الأساسية في مجالي المياه والصرف الصحي.
وأضاف التقرير أنه لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن، ارتفع عدد الجياع في العالم بما يقارب 38 مليوناً ليصل إلى 815 مليون شخص سنة 2016 بعد أن كان 777 مليون شخص خلال سنة 2015، مؤكدا على أن النزاعات تعتبر أحد المحركات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في 18 دولة.
وشهد العالم في سنة 2017 موسم أعاصير ضربت منطقة شمال المحيط الأطلسي، وهي الأعاصير الأعلى تكلفة التي تم تسجيلها منذ تسجيل هذه الأعاصير، مما أدى إلى رفع الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن الكوارث إلى أكثر من 300 بليون دولار.
في المقابل، أورد التقرير ذاته، أن عددا كثيرا من الأشخاص باتوا يعيشون حياة أفضل مما كانوا عليه منذ عقد من الزمن، مشيرا إلى أن نسبة العمال في العالم والذين يعشون مع أسرهم على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم الواحد، عرفت انخفاضا كبيرا خلال العقدين الماضين، إذ تراجعت هذه النسبة من 26.9 في المائة سنة 2000 إلى 9.2 في المائة سنة 2017. كما انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 50 في المائة تقريباً، وارتفعت نسبة السكان الذين يمكنهم الحصول على الكهرباء إلى أكثر من ضعفيها بين عامي 2000 و2016.
ومع ذلك، يضيف التقرير، ففي سنة 2015، كان 2.3 بليون من الأشخاص لا يزالون يفتقرون حتى إلى المستوى الأساسي من خدمات الصرف الصحي، واستمر 892 مليون شخص في ممارسة التغوط في العراء. وفي سنة 2016 ، كان هناك 216 مليون إصابة بالملاريا بالمقارنة بعدد هذه الإصابات في سنة 2013 الذي بلغ 210 ملايين إصابة. وفي عام 2016 أيضاً، كان هناك ما يقارب 4 بلايين من الناس تُركوا دون أية حماية اجتماعية.
ويلقي تقرير أهداف التنمية المستدامة نظرة عامة على التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف التي اعتمدتها البلدان بالإجماع سنة 2015. ويقول وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ليو جينمين إن “الانتقال نحو مجتمعات أكثر استدامة وقدرة على الصمود يتطلب أيضاً الأخذ بنهج متكامل يسلّم بأن هذه التحديات – بل وحلولها – مترابطة فيما بينها”.
ومع تحرك المجتمع الدولي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي للتحديات القائمة، أوضح التقرير، أن هناك حاجة بالغة إلى بيانات موثوقة مصنفة تصنيفاً تفصيلياً وتأتي في الوقت المناسب ويمكن الوصول إليها. ويتطلب ذلك، وفق المصدر ذاته، التكنولوجيا والابتكار وزيادة الموارد ومضاعفة الالتزام السياسي ببناء نظم للبيانات والاحصاءات في جميع البلدان.
وخلص تقرير الأمم المتحدة، استمرار الانخفاض في معدلات زواج الأطفال في مختلف أنحاء العالم. وفي جنوب آسيا، حيث انخفضت مخاطر تعرض الفتيات للزواج في سن الطفولة بنسبة تزيد عن 40 في المائة خلال الفترة من سنة 2000 إلى سنة 2017.
كما سجل التقرير أن 9 أشخاص من كل عشرة أشخاص يعيشون في المدن، يستنشقون هواء ملوثاً، بالإضافة إلى أن تدهور الأراضي يهدد سبل عيش أكثر من بليون من الأشخاص.

محمد حجيوي

Related posts

Top