الحجر الصحي يفقد الرياضي قدرة التحمل ويضعف الكتلة العضلية

أكد حسن فكاك المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، أن جميع الرياضيين بغض النظر عن اختصاصاتهم بحاجة إلى تمارين القدرة والتحمل التي تفوق عن أزيد من 45 دقيقة.
وأضاف فكاك في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التداريب المنزلية أثناء الحجر الصحي تحرم الرياضي من أداء تمارين تفجير العضلات، مشيرا أنه ممارسي رياضات فنون الحرب كالكراطي والتايكواندو هم الأكثر تضررا في فترة الحجر الصحي.
وختم حديثه قائلا، “تحقيق الانجاز الرياضي يرتكز بالأساس على المؤهلات الجسمانية التي يجب أن تتوفر في كل ممارس والمتمثلة في القوة البدنية، والكفاءة الذهنية ويتم اكتسابها أثناء التداريب”.
< ما هي أنواع التداريب التي يحتاجها عادة الرياضي لبلوغ مستوى عال من التنافس؟
> يحتاج جميع الرياضيين بغض النظر عن اختصاصاتهم إلى تمارين القدرة والتحمل التي ترتبط ارتباطا وثيقا بكفاءة القلب والأوعية الدموية، أي الاعتماد على قدرة القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم والكتلة العضلية المناسبة لبلوغ مستوى بدني يؤهلهم للتنافس على أعلى مستوى.
وتمارين القدرة والتحمل لا يمكن إنجازها إلا من خلال الجري لمدة تزيد عن 45 دقيقة أو ساعة ونصف من الدراجة الثابتة. وخلال الحجر الصحي كان من المستحيل الجري لمسافات ومدة طويلة وباتت الدراجة المنزلية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة.
العديد من الرياضيين لا يتوفرون على دراجات منزلية احترافية لذلك يلجؤون إلى تمارين القفز على الحبل، التي تساعد بدورها على تحسين أداء أعضاء مهمة في الجسم كالقلب والجهاز التنفسي، لكنها تبقى غير كافية كما هو الحال أثناء الحجر الصحي، مما يفقدهم بعضا من قدراتهم على التحمل ويحد من كفاءة القلب والأوعية الدموية.

< هل من سلبيات للتدريب المنزلي خلال فترة الحجر الصحي على أداء الرياضيين؟
> التداريب المنزلية أثناء الحجر الصحي تحرم الرياضي من أداء تمارين تفجير العضلات، والتي يصل فيها الممارس إلى أقصى درجات طاقته مع دفع القلب إلى التكيف مع تغيرات سرعة الأداء من الأقصى إلى الأدنى والعكس، وهي من السلبيات على المستوى الجسماني، دون إغفال التأثير على المستوى التقني خاصة بالنسبة للرياضات التي لا يمكن تأدية تداريبها بشكل فردي كالجيدو والمصارعة مثلا.
كذلك للتداريب المنزلية خلال الحجر الصحي سلبيات أخرى خاصة بالنسبة لممارسي رياضات فنون الحرب كالكراطي والتايكواندو، حيث تقل لديهم مع مرور الوقت سرعة رد الفعل في الهجوم أو الدفاع وصعوبة إيجاد مواضع الأقدام المناسبة على البساط لغياب التنافس.
وفي حالة بعض الأنواع الرياضية كالسباحة، التي لا يمكن إجراء تداريبها خارج المسابح، تظهر هناك انعكاسات سلبية من نوع آخر للتداريب المنزلية أو عن بعد، ويتجلى ذلك في فقدان الإيقاع مع غياب التداريب في مجموعات والإحساس بثقل المياه الذي يحفز السباح على بذل مجهود أكبر، ناهيك عن فقدان نسبة كبيرة من الكتلة العضلية.

< ما هي التدابير التي يجب اتخاذها قبل العودة إلى التداريب والمنافسات بعد انتهاء فترة الحجر الصحي؟
> يتعين أولا على المدراء التقنيين والمدربين إخضاع رياضييهم ،خاصة في الرياضات الجماعية، إلى اختبارات بدنية لتقييم مستوياتهم التقنية والبدنية وقدراتهم على التحمل ومستوى كفاءة القلب وقياس الكتلة العضلية وإجراء مقارنة قبل وبعد الحجر الصحي، لكون المؤشرات قد تختلف من رياضي لآخر حسب التداريب التي قام بها كل واحد منهم خلال تلك الفترة.
وتعتمد هذه الاختبارات على الوقوف على النسبة المئوية لأقصى استهلا للرياضي للأوكسجين ونبض القلب عند الحركة والراحة والمرونة وقدرة وتحمل العضلات، لتحديد برنامج التداريب المناسبة لكل ممارس وحسب المستوى الذي بلغه أثناء الحجر الصحي وفق معايير علمية، تفاديا لحدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.

< ما هي السبل لتحقيق الإنجاز الرياضي الذي يبقى مطمح جميع الرياضيين وخاصة من المستوى العالي؟
> تحقيق الانجاز الرياضي يرتكز بالأساس على المؤهلات الجسمانية التي يجب أن تتوفر في كل ممارس والمتمثلة في القوة البدنية، والكفاءة الذهنية ويتم اكتسابها أثناء التداريب من خلال وضع هدف محدد (إحراز بطولة أو ميدالية ..) وتنمية الثقة في النفس وتقدير الذات وإعطاء قيمة معنوية للمجهود الذي يقوم به الرياضي، ثم تقييم ذلك المجهود (اعتراف الغير والمكافئة)، وكل هذه المقومات تشكل الحافز الذي هو أساس كل نجاح.

Related posts

Top